كان لبعض نجوم الامس خصال طيبة وسمات ايجابية تعكس وعيهم وحسن تربيتهم واحساسهم بالمسئولية تجاه مجتمعهم بدافع تطوعي من خلال مشاركتهم في خدمة ناديهم خارج اسوار الملاعب بالعمل الجاد ودعم نشاطه الثقافي وتنفيذ برامجه الاجتماعية لتحقيق اهدافه بنشر الوعي والثقافة والمعرفة في اوساط الجماهير ومرتادي النادي وتمكينه من القيام بدوره في خدمة شرائح المجتمع رياضيا وثقافيا واجتماعيا. تلك الجوانب المضيئة من تاريخ بعض نجوم الماضي يجهل حقيقتها وأبعاد رسالتها التطوعية والانسانية مع الأسف جيل اليوم من اللاعبين. ظهر النشاط الثقافي والاجتماعي في أروقة أندية العاصمة بصورة فاعلة أول مرة في النصف الثاني من حقبة ثمانينيات القرن الهجري الماضي. لاعب الهلال السابق د. محمد النصبان الذي انتقل الى رحمة الله تعالى الاسبوع الماضي بعد عامين من المعاناة المرضية.. كان أحد هؤلاء النجوم الواعين الذين اختاروا طريق العمل التطوعي وخدمة المجتمع والنشاط الثقافي في أنديتهم بتشجيع وتوجيه من مؤسس ناديه ورئيسه آنذاك رائد الحركة التأسيسية للرياضة في المنطقة الوسطى والمربي الفاضل الشيخ عبدالرحمن بن سعيد - رحمه الله - اذ كان النادي يوجه دعوات لكبار المفكرين والادباء وشخصيات المجتمع البارزة لإلقاء المحاضرات والمشاركة في الندوات الثقافية التي كان ينظمها النادي آنذاك بجانب اعداد النشرة الثقافية الرياضية الهلالية التي كانت تصدر كل شهر. وعندما نذكر احد نجوم الأمس الذين جمعوا بين الخلق الرفيع والاداء المثالي والتحصيل العلمي العالي فلا بد ان نذكر النجم الراحل د. محمد النصبان - رحمه الله - الذي عاصر جيلين من نجوم هلال الثمانينيات والتسعينيات الهجرية وتحديدا مع جيل الاسطورة الهلالية مبارك عبدالكريم (شفاه الله) ثم جيل عبدالله بن عمر والطعيمي وفهد النصيب ومرشد العتيبي وابو حطبه والعليان وغيرهم من نجوم الغلالة الزرقاء. غير ان اهتمام النصبان بالعلم جعله يغادر ملاعب الكرة مبكرا ليتجه للإبداع في مضمار العلم والمعرفة فبعد تخرجه في جامعة الرياض (الملك سعود حاليا) ابتعث الى أمريكا لمواصلة تعليمه العالي وحصل على الماجستير ثم اتجه الى لندن لينال الدكتوراه من أعرق الجامعات البريطانية عاد بعدها الى أرض الوطن مدججاً بالعلم والمعرفة. كان الفقيد يتمتع بمكانة خاصة لدى مؤسس الهلال ويحظى باحترامه وتقديره لكونه من أبناء النادي الذين خدموا هلال الزمن الجميل في المجال الرياضي والثقافي والاجتماعي، وكان ممن تركوا بصمة واضحة على النشاط الثقافي في تلك الايام الخوالي واسهموا في وضع العمل المؤسسي للحركة الثقافية الهلالية مع الاستاذ يوسف الكويليت، ود. أمين ساعاتي، وناصر المجحد. وبرحيل الدكتور الخلوق محمد النصبان تفقد الحركة الثقافية الرياضية الهلالية شخصية رائدة كانت لها اسهامات وبصمات واضحة في هذا المجال.. رحم الله (أبو هشام) وتغمده بواسع رحمته.