×
محافظة المنطقة الشرقية

رجال الأمن يقدمون الجمرات على كفوف الراحة للحجاج

صورة الخبر

الشارقة: محمد ولد محمد سالم يمثل عدد العروض المتقدمة للمشاركة في الدورة الخامسة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة رقماً كبيراً، فقد وصل في البداية إلى 15 عرضاً، ثم استقر على 12 عرضاً هي التي استكملت إعداداتها، وتدخل هذه العروض الآن في المراحل الأخيرة من التدريبات استعداداً لزيارة لجنة الاختيار التي ستنتقي العروض النهائية التي ستشارك في المهرجان، وتمثل هذه الأرقام نجاحاً كبيراً لتجربة المهرجان، وإشارة إلى أن الجهد المبذول وتقييم الأعمال على مدى الدورات السابقة كان عملاً احترافياً، واستطاع أن يكسب ثقة هواة المسرح، وأن يستقطب عدداً متزايداً من المشاركين، وهو الهدف الأهم الذي من أجله أنشئ المهرجان، حيث يسعى إلى أن يكون أداة تنمية مسرحية حقيقية يخرّج مسرحيين متمرسين يمتلكون الأدوات اللازمة للعمل، وأن يحدث حركية واحتفالية ثقافية في كلباء والمنطقة الشرقية في هذه الفترة. لم يأت نجاح التجربة من فراغ فقد سبق وهيأت إدارة المسرح الظروف اللازمة لذلك منذ أول دورة، وكانت دورة العرض المتكامل التي تسبق المهرجان وتقام على مدى ثلاثة أشهر مقدمة الأسس الأصيلة للمسرح الاحترافي، كانت إحدى لبنات النجاح، حيث يخرج المتدرب منها وقد وعى وخبر قواعد العمل الدرامي، ومارسه بشكل تطبيقي مما يرسخ مواهبه، ويعطيه قدرات للفهم والتصرف، كما أن اختيار نصوص قصيرة من المسرح العالمي، ومن كتاب متميزين لهم باع طويلة في الكتابة المسرحية المحترفة كان هو الآخر عنصرا إضافيا من عناصر ترسيخ التجربة وتأكيدها، فمن شأن تلك النصوص أن تساعد المخرج المبتدئ في الالتزام بالعمل الدرامي، وتحدد له مسار عرضه، كما تلهمه طرقا للفهم والتعاطي معها، كما يضاف إلى ذلك كون المهرجان يستهدف الهواة من الإماراتيين والعرب المقيمين من غير تحديد للعمر، فيفتح الباب لكل من يجد الحافز لخوض مغامرة الخشبة. أما في هذا العام، حيث الدورة الخامسة التي تجري الاستعدادات لها، والتي سوف تنطلق في 29 سبتمبر/أيلول الحالي فقد انطلق العمل مبكراً، حيث قامت إدارة المسرح بحملة داخل الجامعات والمدارس للتعريف بالمهرجان، وشرح ميزات المشاركة فيه، وما يمكن أن يقدمه لهاوي المسرح من فوائد، وكان لذلك أثر كبير في استقطاب بعض المشاركين، كما أن دورة عناصر العرض المتكامل اعتمدت على محترفين وفنانين لهم أسماؤهم في عالم المسرح، وهم عزيز خيون في التمثيل، وطارق الربح في السينوغرافيا، وفراس الريموني في الإخراج، وكان لعملهم أثر في تحفيز عدد من الشباب على الانخراط في تجربة الإخراج. ويقول الرشيد عيسى المدير الفني للمهرجان إن الدورة الجديدة استقطبت 9 مخرجين جدد، هم: أحمد عبدالله راشد، وبخيت راشد، وعادل سبيت، وشعبان سبيت، وخميس اليماحي، وعلي عبيد، ومحمود النجار، وعلي سراج، وأسامة شاكر، وكلهم شبان مفعمون بالحيوية، وهذا ما يعزز الأمل في مستقبل هذا المهرجان، ومستقبل المسرح الإماراتي بشكل عام ويضيف: إن عدد الممثلين المشاركين في عروض هذا العام، تجاوز حتى الآن الخمسين، وهم ما بين ممثلين جدد، وممثلين لهم تجاربهم السابقة، وهذا سيشكل رافدا كبيرا للعمل على مستوى الإمارات. يحدد عيسى مجموعة من الإجراءات التنظيمية التي قامت بها اللجنة المنظمة للمهرجان هذا العام، وكان لها أثر في هذا الاستقطاب الكبير، ومن بينها جعل حضور دورة العرض المتكامل بنسبة 70% على الأقل شرطا من شروط التقدم للمهرجان، ما يعني أن المشاركين جميعا، حضروا أهم ما قدم في الدورة، كما أن التقليد الذي أصبح جاريا بالنسبة للعرض الفائز بجائزة العرض المتكامل، وهو أن يعرض على هامش مهرجان أيام الشارقة المسرحية، شكل هو الآخر حافزا يجعل المخرجين الشباب يطمحون للفوز من أجل أن يدخلوا إلى حلبة أيام الشارقة، هذا عوضا عن الحوافز المادية والمعنوية الأخرى التي يقدمها المهرجان. ويقول عيسى في باب الحوافز كون النصوص المقترحة لهذا العام، حاولت أن تغطي كل التيارات والتجارب الفنية المسرحية، لكي يجد فيها كل مشارك ما يرضي ميوله، فجاءت متنوعة من الواقعية إلى التعبيرية، ومن العبث إلى المسرح الحديث، ومن مسرح الاحتجاج إلى المسرح النفسي، ما يجعل مجال الاختيار واسعا ويرضي كل الميول الفنية والذوقية، مشيرا إلى أنه وقع الاختيار على كتاب كبار مثل: سعدالله ونوس، وإدوارد آلبي، وعزيز نيسين، ويوجين أونيل، ويوجين يونسكو، وفرناندو آربال، وأنطوان تشيخوف، وكارولو مانزوني، وشكسبير، وجان بول سارتر. ويلفت عيسى الانتباه إلى أن المدخل الأساسي في تجربة مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة هو أنه يوفر الظروف الملائمة للمخرجين الجدد لكي يجربوا ذواتهم ويكتشفوا قدراتهم، من دون أن يضع عليهم أية قيود، فهو منبر للعمل الحر، ومنصة لاكتشاف الذات، واكتشاف بذور الإبداع داخل الفنان وإبرازها، وهذا المدخل الذي يتأسس عليه المهرجان هو الذي يعطيه خصوصيته بين المهرجانات الوطنية الأخرى، ويضمن له الاستمرارية وتزايد المشاركين فيه دورة بعد أخرى.