توافد ملايين المصريين على نحو خمسة آلاف مسجد وساحة رسمية، واستمعوا لخطبة موحدة أقرتها وزارة الأوقاف عن «مفهوم التضحية» باستثناء مصليات محدودة نظمتها جماعة الإخوان المسلمين. وتطرقت خطبة العيد إلى أن الأضحية ليست باللحوم فقط وإنما تجوز بإخراج المال ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وأهمية تدبر قيم التضحية والبذل. وخارج جامع عمرو بن العاص بوسط القاهرة، تجمع مئات المصلين لأداء الصلاة، واشتكى سائق سيارة أجرة يدعى محمد حنفي من أن التضخم قد جعل من الصعب عليه أن ينعم براحة البال أثناء عطلة العيد. وقال «يعني الناس.. الناس النهاردة سعيدة بالعيد إنما زعلانة.. زعلانة من الحكومة لأن الأسعار جامدة خالص.. الأسعار غالية غالية غالية غالية.. مفيش حد النهاردة (الآن).. صدقني.. صدقني لو قلت لك النهاردة أنا اليوم اللي بسافر فيه على التاكسي مش مقضي بيتي.. مش مقضي.. لأن عندي طلبة.. عندي طلبة في جامعات.. وعندي بنات لسة على وش جواز فمش عارفين نعمل إيه.. من الأسعار.. فيا ريت يا ريت سيادة الرئيس ينتبه لنا في الأسعار». وارتفعت الأسعار منذ قيام مصر بتخفيض قيمة عملتها بنسبة 13 في المئة في منتصف مارس لإنهاء المضاربة وتخفيف مشكلة نقص الدولار التي عطلت التجارة في البلاد التي تعتمد على الواردات في كل شيء من الغذاء إلى الوقود. وتوفير المواد الغذائية بأسعار معقولة قضية سياسية هامة في مصر، التي يعيش فيها عشرات الملايين على شفا الجوع. وساعد الاستياء بسبب الأوضاع الاقتصادية في الإطاحة برئيسين في غضون خمس سنوات. وعززت السلطات الصحية والبيئية في مصر من حملاتها الرقابية على عمليات ذبح الأضاحي لمنع الذبح خارج المجازر التي تخضع لإشراف وزارتي الصحة والتموين وهيئة الطب البيطري. وفرضت الحكومة غرامات مالية كبيرة على من يقومون بالذبح في الشوارع العامة والساحات، وقررت العديد من المحافظات فتح جميع المجازر التابعة لها بالمجان لإجراء عمليات الذبح «الشرعي» بعد توقيع الكشف على الأضحية. ويشكو المواطنون من ارتفاع أسعار اللحوم والأضاحي مقارنة بالأعوام السابقة بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وقلة المعروض.;