حث أمام مسجد باريس مسلمي فرنسا على التعلم والتفقه لمواجهة التحديات وأنواع التطرّف والإساءة إلى دين الإسلام العظيم. جاء ذلك في خطبة عيد الأضحى المبارك التي ألقاها صباح اليوم الإثنين، أمام الآلاف من أبناء الجالية المسلمة الذين جاءوا من مختلف أنحاء البلاد لتأدية صلاة العيد بمسجد باريس الكبير الواقع فى وسط العاصمة الفرنسية. وقال إمام المسجد، إنه "من الدروس التي ينبغي لنا أن نخرج بها من هذا اليوم الكريم والمبارك هي إيصال تعاليم الإسلام السمحة وتبليغها على رؤوس الأشهاد، ليتلقاها الجيل عن الجيل والآخر عن الأول علما وعملا مطبقة لتستقر تعاليم الإسلام في القلوب، ولا يتم ذلك إلا بالعلم الصحيح". وأضاف أن العلم الصحيح هو العلم الشرعي مع العلم الدنيوي الذي يعطي إنسانا صلته بربه وطيدة، ويخدم أسرته وبلده وغيره؛ فالموحد المسلم لا يغش ولا يسرق ولا يكذب ولا يؤذي، كما أنه بارًا بولديه، ويرعى حقوق الجار، ولا يغدر أو يقتل نفسا حرم الله قتلها. و من جانبه، قال عميد مسجد باريس دليل بو بكر: "يسعدني بمناسبة عيد الأضحى المبارك أن أتقدم اليكم بأخلص التهاني وأطيب الأماني، راجيًا من الله العلي القدير أن يعيده علينا وعليكم وعلى كافة المسلمين والشعب الفرنسي ورئيسه السيد فرانسوا أولاند، باليمن والخير والبركات والأمن والسلام. كما دعا دليل بو بكر مسلمي فرنسا إلى الحرص على تربية أبنائهم على طلب العلم والمعرفة في إطار الأخلاق الحسنة، وتابع:" لقد قيل لا دين لمن لا خلق له ولا خلق لمن لا دين له". يشار الى أن مسلمى فرنسا قد أدوا صلاة العيد اليوم فى عدد من المساجد، إلا أن مسجد باريس الكبير يحظى بشعبية كبيرة وخاصة لدى المسلمين، كما أنه من أكبر وأقدم مساجد فرنسا. يذكر أن مسجد باريس شُيد فى 15 يوليو 1926 من قبل مهاجرى شمال أفريقيا الأوائل فى فرنسا، تكريما للجنود المسلمين الذين دافعوا عن فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى. ويوجد فى المدن الفرنسية نحو 2500 مسجد، ويعد الإسلام ثانى ديانة بعد الكاثوليكية، كما أن أكبر جالية مسلمة توجد فى فرنسا؛ حيث تقدر بنحو 6 ملايين مسلم.