الرياض (وكالات) أكد الشيخ عبدالرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في خطبة يوم عرفة أمس أن أمن الحرمين وسلامة الحجاج خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها. ودعا السديس قادة الأمة الإسلامية لتوحيد كلمتهم والابتعاد عن أسباب الفرقة والشتات، قائلاً إن «الأمة الإسلامية تمر بمرحلة تتطلب منا تضامنا وتنسيقا في مواقفنا لمواجهة التحديات». وأشار السديس إلى الجهود المضاعفة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين وقيادة المملكة في خدمة حجاج وضيوف بيت الله. وقال إن «العالم ابتلي في هذا العصر بآفة الإرهاب الذي عم شره الأمم والأعراق، ولا يمكن أن ينسب لأمة»، مشيرا إلى أن «الأمة الإسلامية ابتليت ببعض أبنائها الذين أغوتهم الشياطين فصرفتهم عن منهج الإسلام المعتدل». ولفت الشيخ عبدالرحمن السديس النظر إلى أن الإسلام دين الحق الذي لا يجوز أن يرتاب فيه مسلم، وهو الدين الذي لا يقبل الله دينا غيره، مشيرا إلى أن نبي الأمة عليه الصلاة والسلام جاء ليحث الناس على الخير والصلاح والنجاة والفلاح. وقال «حجاج بيت الله الحرام لقد وقف نبيكم صلى الله عليه وسلم هذا الموقف العظيم، وخطب عليه الصلاة والسلام في مثل هذا الموقف خطبة عظيمة، أرسى فيها قواعد الإسلام وهدم مبادئ الجاهلية وعظم حرمات المسلمين». وأضاف «لقد ألقى النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في هذا اليوم المبارك كلمات جامعة موجزة، ترسخ المبادئ الكبرى لهذا الدين فثبّت عليه الصلاة والسلام في نفوس المسلمين أصول الديانة وقواعد الشريعة ونبّه بالقضايا الكبرى على الجزئيات الصغرى، لقد جاهد عليه الصلاة والسلام من أجل إخراج الناس من الظلمات إلى النور لتولد بإذن ربه أمة جديدة ذات أهداف واضحة ومبادئ سامية فهداهم من ضلال وجمعهم بعد تفرق، وعلمهم بعد جهل». وقال السديس، إن «هذا البلد الأمين حرام بتحريم الله، فاحذروا الإخلال بأمنه وعظموا شعائره»، وأضاف: «إنكم في البيت الحرام، قد ذللت لكم السبل، فاستحضروا عظمة المكان وحرمته».