×
محافظة المنطقة الشرقية

وزير الثقافة والإعلام:توجيهات خادم الحرمين واضحة للجميع بأن يكون حج هذا العام مميزاً

صورة الخبر

أولئك لن يلجؤوا للفكر المتطرِّف لتنظيم داعش ولا لتنظيم القاعدة ولا لجماعة الإخوان المسلمين بل سيتبنَّون أفكاراً متطرِّفة خاصَّة بهم تحفزهم على الانتقام ممَّن كانوا السبب والفعل في معاناتهم في عام 2015م قُدِّرَ عددُ سكَّانِ العراق بـ 37.5 مليون نسمة، منهم 38 % تحت سِنِّ 15 سنة أي 14 مليون طفل، فيما قُدِّرَ عددُ سكَّانِ سوريّا بـــ 22.5 مليون نسمة، منهم 40 % تحت سِنِّ 15 سنة أي 9 ملايين طفل، وقُدِّرَ عددُ سكَّانِ اليمن بـ 27 مليون نسمة، منهم 46 % تحت سِنِّ 15 سنة أي 12.5 مليون طفل، فيما قُدِّرَ عددُ سكَّانِ ليبيا بـ 6.5 مليون نسمة، منهم 27.7 % تحت سِنِّ 15 سنة أي 1.8 مليون طفل، وبذلك فإنَّ هناك أكثر من 37 مليون طفل عربيٍّ في أربع دولٍ عربيَّة فقط، يضاف إليهم في هذه الدول الأربع غير المستقرَّة وغير الآمنة ما يقرب من هذا الرقم من شبابها فيما دون سنِّ الثلاثين ليصلَ الرقمُ إلى 75 مليون طفلٍ وشاب. فإذا قُدِّرَ أنَّ نصف أولئك فقط يتعرَّضون وأسرهم ومنازلهم ومدارسهم وجامعاتهم ومشافيهم يوميّاً ومنذ ما يزيد على خمس سنوات لقصف الطائرات والبراميل المتفجِّرة والمدافع والغازات السامَّة المحرَّمة دوليّاً والقنابل الفسفوريَّة، ويعانون من حصارهم في مدنهم ومن الجوع والنزوح واللجوء، فلا لقاحات تحصِّنهم من أمراض الطفولة، ولا مشافيَ وأدوية تداوي أمراضَهم وجراحاتِهم، ولا مدارس وجامعات تحميهم من الأميَّة والجهل، افتقد معظمُهم آباءَهم وأمَّهاتِهم وأقاربهم في أتون صراعات بلادهم وفي مياه البحر غرقاً، فإنَّ أولئك في سنوات العشر القادمة سيضطرمون كُرهاً وسيتفجَّرون حقداً على كلِّ من تسبَّب لهم بما مرُّوا به أو مورس تجاههم وأسرهم من حكوماتهم، ومن طوائف مجتمعاتهم وميليشيَّاتها، ومن دولٍ شاركت في ذلك أو حالتْ دون سلام افتقدوه واستقرارٍ حرموا منه، أولئك حتماً سينتقمون ممَّن حالوا دون عيشهم طفولتهم وممارسة حياتهم الطبيعيَّة. أولئك رأوا دولاً غربيَّة وإقليميَّة تتنافس سياسيّاً وتتصارع عسكريّاً على المصالح في دولهم دون اعتبارٍ لأمنهم واستقرارهم وحقوقهم الطبيعيَّة كغيرهم من أطفال وشعوب تلك الدول المتنافسة المتصارعة على مقدَّرات بلادهم وخيراتها، وتبيَّنوا أنَّ هيئةَ الأمم المتَّحدة ومنظَّماتها الأمميَّة لم تأبه بمعاناتهم وبتدمير بلدانهم، وبالحيلولة دون مساعداتٍ إنسانيَّة تصلهم أثناء أزماتهم وحصارهم، وأنَّ مؤتمرات تلك الدول والجهات الأمميَّة وقراراتها وتصريحات مسؤوليها لا تعدو كونها مواقف في مسرحيَّة وُزِّعتْ أدوارُها فكانت أدوارهم هي معاناتهم قتلاً وتشريداً ونزوحاً ولجوءاً ومحاصرة وجوعاً وأمراضاً وإعاقاتٍ ودموعاً وخوفاً وذعراً يقرأه المشاركون في المسرحيَّة والمتفرِّجون عليها في عيونهم وملامحهم، إنَّ أولئك أطفال ساحات الصراعات العربيَّة وشبابها إذا ما رأوا الصمتَ العالميَّ بعد إسدال الستارة نهاية المسرحيَّة فستبدأ أدوارٌ لهم يحدِّدونها بأنفسهم ولا يفرضها عليهم كتَّابُ المسرحيَّة ومخرجوها، أدوارٌ سيخطِّطون لها بمهاراتهم وقدراتهم المكتسبة من معاناتهم فلا تمرَّر عليهم، وسينهضون بها وحدهم ولن ينتظروا من يخرجها ولا من يدرِّبهم عليها، وستختفي من نظراتهم وملامحهم صور الذعر والخوف والبؤس ومعانيها، وسيستبدلونها بصور العنف والجسارة وبمشاعر الحقد والانتقام، وسيزلزلون الأرض تحت أقدام من شاركوا في مآسيهم ومآسي أسرهم ودولهم وشعوبهم. أولئك لن يلجؤوا للفكر المتطرِّف لتنظيم داعش ولا لتنظيم القاعدة ولا لجماعة الإخوان المسلمين بل سيتبنَّون أفكاراً متطرِّفة خاصَّة بهم تحفزهم على الانتقام ممَّن كانوا السبب والفعل في معاناتهم، ولن تحوجهم معاناتهم لمشاعر طائفيَّة تحرِّكهم لمجابهة من مرَّروهم بها بل ستوحِّد مشاعرُهم طوائفَهم، ولن يحتاجوا لمنظِّرين ومحرِّضين على الظالمين لهم، ولا لمموِّلين لهم في ردود أفعالهم وانتقامهم، ولا متعاطفين معهم ومع أفعالهم، أولئك سيُصَنِّعون بأنفسهم أسلحتَهم ومتفجِّراتِهم وسيفجِّرون بأجسادهم أعداءهم وأهدافهم، وسيتواصلون فيما بينهم من خلال معاناتهم ومشاعرهم ومخترعاتهم الخاصَّة، وسيتعاطفون مع بعضهم بعضاً في مخطَّطاتهم وعمليَّاتهم، وسيشعرون بالانتصار بنشر الذعر والخوف في دول وشعوب أوصلتهم لواقعهم المرير الذي عايشوه في طفولتهم، وسيدمرون بناها التحتيَّة كتدمير البنَى التحتيَّة لبلادهم، وسيشلُّون أنشطتها الاقتصاديَّة والسياحيَّة والثقافيَّة كما شُلَّتْ أنشطتهم في بلادهم، وسيفقِدُونها الأمن والاستقرار كما افتقدوهما في بلادهم، وسيجدون ممَّن تبقَّى من ذويهم ومعاقيهم من يسعد بمنجزاتهم ويحفزهم لمواصلة عمليَّاتهم الانتقاميَّة، حينها ستظهر تنظيماتهم بمسمَّيات ورايات جديدة، وستتكوَّن خلاياهم بأسماءٍ وكُنًى عديدة، وستتبنى قياداتهم أهدافاً واتِّجاهاتٍ وشعارات مبيدة. حينها لن تجد الدول الغربيَّة والإقليميَّة ولا أنظمة دولهم الدكتاتوريَّة ولا هيئة الأمم المتَّحدة ومنظَّماتها الأمميَّة وسائل تقيهم من أولئك، ولا أساليب تثني أولئك عن ذلك، وسيتبيَّن العالم ودوله ومنظَّماته أنَّ لا المؤتمرات ولا المفاوضات ستجدي نفعاً في الحيلولة دون الفوضى البرَّاقة، والدماء المهراقة، والعمليَّات الحرَّاقة، وستتذكَّر تلك الدول أنَّ كلَّ ذلك قد ضَيَّع مكتسباتها في مخطَّط الشرق الأوسط الجديد، وقد أحرق منهوباتها من خيرات بلاد أولئك ومقدَّراتها، وسيحفز أولئك أطفالَ فلسطين وشبابَها لمجاراتهم في محيط الكيان الصهيونيِّ وخارجه في دول داعميه، وسيصل العالم ودوله ناشرة الفوضى الخلَّاقة في الشرق الأوسط بخطط ساستها ومؤامراتهم لنتيجة مفادها: أنَّ لكلِّ شعبٍ الحقَّ في أن يقرِّر مصيره لا أن يشكِّله الآخر الأقوى المستبدُّ، وأن ينعمَ بأمن بلاده واستقرارها، وأن يستفيدَ من خيرات أراضيه ومقدَّراتها، وأن يشارك في صناعة الحضارة الإنسانيَّة وفي عمارة الأرض، ولكنَّ العالم سيصل متأخِّراً لهذه النتيجة، وسيتطلَّب منه بعدها ردحاً طويلاً من الزمن ليعترف بحقوق الشُّعوب، فهل لا بدَّ من هذه الدروس والعبر لتنظر الدول لمسيراتها المستبدَّة ولمساراتها الاستعماريَّة نظرة اعتراف بالشعوب الصغيرة المقهورة؟، فليتنبَّه العالم لاحتماليَّة وقوع ذلك خلال عقدٍ من الزمن، وقد أخذت ملامحه تتشكَّل بافتقاد أوروبا لأمنها واستقرارها بإيقافها نشاطاتها السياحيَّة والثقافيَّة وبتكثيف مراقباتها الأمنيَّة ومع ذلك تقع محاذيرُها أسبوعيّاً.