دخل امس، رئيس الحكومة اللبنانية الجديدة تمام سلام الى السراي الكبيرة لتسلّم مهماته خلفاً لسلفه الرئيس نجيب ميقاتي الموجود خارج لبنان، يرافقه وزير البيئة محمد المشنوق. وأُقيمت لرئيس الحكومة الجديد مراسم الاستقبال الرسمية، وكان في استقباله الأمين العام لمجلس الوزراء سهيل بوجي، والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع محمد خير وكبار الموظفين. واستهل سلام لقاءاته باستقبال النائب البطريركي العام المطران بولس صياح والأباتي انطوان خليفة اللذين نقلا اليه تهاني البطريرك الماروني بشارة الراعي، وقال صياح: «تمنينا له كل التوفيق بالعناوين الكبيرة التي ستواجهه ومنها الاقتصادي والأمني وانتخابات رئاسة الجمهورية، والبطريركية حاضرة دائماً لدعم المسيرة الوطنية التي كانت دائماً هي الرائدة فيها منذ الاستقلال، كما قدمنا له رسمياً المذكرة الوطنية التي صدرت عن بكركي وكان اطلع عليها وكانت له ردود فعل ايجابية عليها، وإن شاء الله تكون هذه الوثيقة مجالاً لالتقاء اللبنانيين مع بعضهم بعضاً حول الأسس والثوابت التي قامت عليها منذ الاستقلال». وتلقى سلام اتصال تهنئة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وآخر من وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، ومن رئيس وزراء الكويت السابق الشيخ ناصر محمد الصباح. وكان زاره في منزله مهنئاً باسم حكومة بلاده سفير الكويت لدى لبنان عبد العال القناعي. ونوه وزير الخارجية الالمانية فرانك فالترشتاينمير في بيان بـ«نجاح لبنان في تأليف حكومة وطنية ومهما كلف ذلك من وقت فأن قدرة الحركات السياسية على بذل الجهد وتوحيد الهدف على رغم ما يعانيه اللبنانيون بسبب ازمة النازحين والحرب الاهلية في سورية يعد بارقة امل» ودعا القوى السياسية في الحكومة الجديدة الى «بذل قصارى جهدها من اجل الحفاظ على تماسك لبنان»، وشدد على «حاجة لبنان الى استمرار دعم المجتمع الدولي له وسنستمر في دعمه بكل قوة خصوصاً في مواجهة مشكلة النازحين». واعتبر السفير الأميركي لدى لبنان ديفيد هيل بعد لقائه سلام أن «أمام لبنان تحديات كثيرة أبرزها تعزيز سياسة النأي بالنفس عن النزاع في سورية التي يعتمدها لبنان، ووضع حد للأعمال الإرهابية والعنف، ومساعدة المجتمعات لاستيعاب النازحين من سورية، وحماية الفرصة المتاحة أمام اللبنانيين لاختيار زعمائهم كرئيس الجمهورية ومجلس النواب بشكل حر وعادل وفي الأوقات المحددة وبالتوافق مع الدستور»، مشيراً إلى أن «لبنان لا يستطيع ويجب ألا يواجه هذه التحديات بمفرده. وأن مجموعة الدعم الدولية من أجله وجدت لهذا الهدف». وجدد تأكيد بيان وزير الخارجية الاميركية جون كيري الذي رحب بتشكيل الحكومة. وقال: «إن حكومتي وأنا شخصياً نكنّ الاحترام والتقدير الكبيرين لشخص سلام. ومستعدون للعمل معه ومع فريق عمله لتعزيز العلاقات الثنائية ولمساعدة لبنان في مواجهة التحديات الكثيرة». واعتبر هيل ان «من خلال تنفيذ اتفاق الطائف وإعلان بعبدا والتطبيق الكامل للقرارين 1701 و1559، يمكن الزعماء السياسيين والمجتمع الدولي مساعدة الشعب بطريقة أفضل لمواجهة هذه التحديات»، مشيراً إلى أنها «كانت فرصة للتعبير عن احترام الادارة الاميركية لقيادة نجيب ميقاتي خلال الأوقات الصعبة. اننا نقدر اعتداله والتزامه بالعلاقات اللبنانية-الاميركية القوية». والتقى سلام السفير البريطاني لدى لبنان طوم فلتشر الذي قال بعد اللقاء: «نقلت تهاني رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وأن هذه الحكومة تؤشر إلى أن القادة قادرون على إيجاد قواسم مشتركة بشأن الهموم الوطنية». وقال: «نقر بأنه لا يزال هناك عدد هائل من التحديات، ليس أقلها إبعاد الحرب السورية عن لبنان والاستجابة لحاجات النازحين السوريين، إضافةً الى حاجات المجتمعات اللبنانية المضيفة. والتوافق على حكومة يشكل إشارة قوية بأن القوى السياسية تناضل في مواجهة التفرقة والتطرف والتسليم بالأمر الواقع». وأضاف: «ليس هناك من وقت لإضاعته، وعلينا جميعاً العمل معاً بجهد للتوصل إلى ما يطمح إليه اللبنانيون: الاستقرار والاستقلال ومستقبل مشرق». ولفت إلى أن «الطريق أمامنا شاق، إلا أن من الحيوي بالنسبة الينا أن يحقق هذا المجهود النجاح. وستكون بريطانيا الحليفة الأقوى في دعم الجهود التي تبذلونها لإبقاء لبنان مستقراً ولبناء مستقبل أفضل». ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن الناطقة باسم وزارة الخارجية هوا شونيينغ قولها: «إن الصين ترحب بالحكومة الجديدة وتأمل أن يساعد ذلك لبنان في التعامل مع مختلف التحديات»، داعية الاطراف المعنية الى «مواصلة الحوار والتشاور وحماية الأمن والاستقرار الوطني».