ـ لدينا مشكلة مع الخيل والنساء والمزايين؛ الأولى نعذبها، والثانية نمتهنها، والثالثة نقدسها، وبسبب تعاملنا الفاشي مع هذه الثلاثية نعيش خارج التاريخ؛ إذ لا يمكن لأحد في أي مكان في العالم أن يحترم من يعذب الحيوانات ومن يلغي المرأة ومن يدفع الملايين في ناقة واحدة بينما ينام جاره وأطفاله تحت سياط الجوع والفاقة!! ـ الشاب الذي ظهر في مقطع فيديو وهو يعذب حصاناً بريئاً، هو بالتأكيد لا يحسن ركوب الخيل ولم يقرأ عن تاريخها نهائياً، ولذلك يحاول تعويض مركبات نقص كارثية في شخصيته المرتبكة وعقله الأحمق، أما القضاة الذين لا يعترفون بهوية المرأة الرسمية فقد تسربوا إلينا من ماض بعيد لا يناسبنا في شيء وآن له أن يرحل عنا غير مأسوف عليه؛ فعالم لا روح فيه للإنسانية لا نحتاجه. ـ عدم الاعتراف بهوية المرأة الرسمية من بعض القضاة يساوي تماماً تعذيب الخيل، ولكن هؤلاء عندما يتحدثون عن ضحاياهم من الخيل والنساء فإن حديثهم يأخذ قدسية الحديث عن المزايين وصونها والمحافظة عليها؛ المزايين تساوي الملايين عندنا، والمرأة هي الجوهرة المصونة التي يجب المحافظة عليها كذلك؛ نحن نلهو بالإبل والخيل والنساء وكل جميل!! ـ من يؤذي امرأة أو يحاول إلغاءها وتهميشها ولا يعترف بهويتها التي منحتها إياها الدولة حتى لو كان قاضياً؛ عليه أن يراجع تاريخ الإسلام مع المرأة، وسيجد تفاصيل مهمة جداً في حياة الصحابيات والتابعيات وغيرهن من النساء، وقد يكتشف أنه برغم علمه الشرعي الذي يفاخر به يعيش بعيداً عن روح الإسلام، ويطبق إسلاماً ذكورياً اخترعه من عندياته المريضة. ـ قبل أن تتورط في تعذيب حصان أو تهميش امرأة أو المبالغة في ثمن ناقة؛ عليك أولاً أن تسأل نفسك ما هي قيمتك على هذا الكوكب وما هو العمل العظيم الذي قدمته في حياتك؟ وحينما تجيب على هذه الأسئلة حاول أن تتأكد جيداً من خدمات المصحة التي ستذهب إليها كي تتعالج مما أنت فيه؛ لا ريب أنك ستكتشف فشلك ومرضك وحاجتك العاجلة إلى مصحة لعل وعسى!!