كشف الباحث القطري عبدالحميد الأنصاري أن الموقف المختلف من بعض دول الخليج تجاه حركات الإسلام السياسي، ناتج من اختلاف الأدوار التي تقوم بها هذه الحركات في هذه الدول، وأن حركات الإسلام السياسي المتمثلة في «الإخوان» حذّر منها المسؤولون في السعودية بوصفها «أصل البلاء»، في حين أن الأمر انتهى بـ«تنظيم الجماعة» إلى الانحسار في معظم دول الخليج عدا قطر إذ «قامت بدعم أبناء المرشد بسبب أنه لا يوجد نشاط سياسي للإخوان داخلها». جاء ذلك في الورقة التي ألقاها الأنصاري في ندوة «الإسلام السياسي» التي أقيمت مساء أمس في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات. في حين أكد المحاضر الثاني أبويعرب المرزوقي أن المواطنة الحقيقية ليست نسبة إلى «التراب»، «بل هي نسبة إلى الفعل والانفعال لمنظومة قانونية تحتكم إلى الشريعة التي تحكم المجموعة التي ينتمي إليها المواطنون، وتؤدي لهم وتستخلص منهم الحقوق والواجبات المترتبة لهم ولها»، مشيراً إلى أن ثمة إشكالات يطرحها الواقع العالمي الحالي، المتمثل في ازدواج الجنسية، وفي ازدواج القوانين، «إذ إن الجنسية يمكن لها أن تتعدد، وكذلك القانون المحلي محكوم بالقانون الدولي، فأيهما في هذه الازدواجية يقدمه المواطن في ظل أولوية المعاهدات والقانون الدولي؟ وهل يكون الوضع هنا الذي يعيشه الفرد والمجتمع وضعاً اختيارياً بين الولاءين أم ماذا؟»، مضيفاً أن ثمة تنازعاً آخر بين الولاء لمنظومة القيم أو منظومة القوانين. أما الباحث السعودي يوسف مكي فتحدث عن مفهوم المواطنة بين الأيديولوجيا والرؤية المدنية للدولة، وعقّب على كلام المرزوقي بأن الفلاسفة الغربيين هم الذين عملوا على تحقق معالم معنى المواطنة، وتطور ذلك إلى بلورة حقوق اجتماعية واقتصادية. واختلف مكي مع أبي يعرب في أن الوطن لا يعني أصحاب الإسلام السياسي كما ادعى ذلك المرزوقي، وإنما هم يتشوقون لإعادة الخلافة، التي هي، بحسب مكي، منتج رعوي له علاقة بالمجتمع وليس له علاقة بالأرض، لافتاً إلى أن مجموعات الإسلام السياسي ليست ذات شوق فقط إلى الوحدة، وإنما تنتشر فيها رؤية ضيقة أدت بهم إلى التحالف مع الشيطان لتحقيق أهدافهم. من جهته، وصف الباحث المصري جمال سلطان في ورقته الحركات السياسية الإسلامية بأنها وقعت تحت غلبة فكرة «الأمة» بعدما ذبلت هذه الفكرة وغابت، وغلبت كذلك فكرة «الجسد الواحد» وأن الهوية والولاء للعقيدة، وامتدح ذلك بأنه إنجاز لكن له سلبيات من بينها أن هذا الإحياء لمفهوم الأمة والجسد الواحد غلبت عليه العاطفة أكثر من العقل. وأكد سلطان أن الربيع العربي كشف فشل الإخوان وأنه جاء بسبب أنهم لم يدركوا كيف يحققون متطلبات الدولة الوطنية، ولم يستطيعوا التخلص من التصورات المغلوطة لمفهوم الأمة. أما الدكتور عبدالرحيم المغذوي فانتقد المشاركين بأنهم لم يلتفتوا إلى أن السياسة بمفهومها المصطلحي الحديث تعني العلم والفن والمهارة والصناعة والمصالح، وأنهم لم يتنبهوا إلى أن ثمة إشكالات في بعض المصطلحات كـ«الإسلام السياسي» و«المواطنة» و«الحركات السياسية». إلى ذلك، اهتمت ورقة الباحث السعودي بدر العامر بالضبابية الحاصلة لدى ما يسمى بحركات الإسلام السياسي حول مفهوم المواطنة، واصفاً ذلك بأنه يحتاج إلى استقراء تاريخي وسياسي لمعرفة أسبابه ونتائجه. وشدد العامر على أن حركات الإسلام السياسي كانت تتشكل خارج التاريخ وتسير في مسيرة معاكسة له، إذ كانت تود العودة إلى نموذج الخلافة العثماني الذي كان نموذجاً للإمبراطورية الوراثية وكانت دولة منقسمة إلى أقاليم بعضها مستقل بنفسه عنها، في حين كان العالم والتاريخ يتجه إلى نموذج الدولة القطرية. ضرورة تصحيح الصورة المشوهة لـ «المنهج السلفي» استعرضت ندوة «السعودية والتيارات السلفية في العالم العربي.. التوافق والاختلاف»، التي عقدت مساء (الجمعة) الماضي في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات، وأدارها الدكتور أحمد بن عثمان المزيد، المنهج السلفي الصحيح الذي يسير عليه أهل السنة والجماعة. وأشار المشاركون الشيخ أحمد ولد المرابط من موريتانيا، والشيخ داعي الإسلام الشهال من لبنان، والدكتور حمد بن إبراهيم العثمان من الكويت، والدكتور إبراهيم الميمن من المملكة، إلى أن التيارات السلفية التي تعتمد على الأهواء والمفاهيم الخاطئة ولا تعتمد منهج السلف الصالح شوهت مسمى السلفية، وذلك بتقويض من أعداء الأمة الإسلامية التي سخّرت ووظفت فرقاً سمّت نفسها بـ«السلفية» وتمارس الفكر الضال الذي يعتمد الغلو والتكفير لعلماء الأمة وقيادتها من أجل تفكيك اللحمة الإسلامية والوطنية في العالم العربي والإسلامي. ولفت المشاركون الانتباه إلى أن المتربصين بالإسلام والمسلمين قاموا بشيطنة السلفية، من خلال ما يبث من تقارير ومواضيع إعلامية تصور السلفية بالتخلف والإرهاب والعدوانية. وشددوا على أن السلفية الصحيحة التي تنتهجها السعودية سلفية منفتحة منضبطة، تدعو إلى النماء والحضارة وتحقيق مصالح الأمة، دونما المساس بالثوابت والخروج على الأسس الصحيحة. وأكدوا في الندوة أهمية المراجعة لأجل تصحيح الصورة المشوهة التي لحقت بالمنهج السلفي الصحيح الذي ينبذ العنف والغلو والتطرف والإرهاب بكل أنواعه وأشكاله، وأن تعدد المِلل لما يسمى بالسلفية التي تعتمد منهج التكفير والخروج على العلماء والقادة إنما يعد فتنة كبيرة تنال من جسد الأمة. وتطرق المشاركون إلى تجربة المملكة مع الفكر المتطرف الذي أدى إلى خسائر بشرية ومادية ومعنوية، لحقت بالمواطن والمقيم ومكتسبات الدولة، وأثر ذلك في تشويه صورة الإسلام الصحيح. مشاهدات الأمير متعب يستقبل الضيوف - نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، يستقبل وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز اليوم (الأحد) ضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة المشاركين في فعاليات الجنادرية 29، وذلك بفندق الريتزكارلتون في الرياض. المرزوقي لا يعلق على تلاميذه - رفض الدكتور أبويعرب المرزوقي التعليق على ما قاله الكاتب الموريتاني السيد ولد أباه في ما يتعلق باللجوء إلى غياب مصطلح «الدولة» من التراث الفقهي، لإنكار العلاقة بين الإسلام والدولة، إذ قال: «تلميذي لا أعلق عليه، لا أعلق على تلاميذي». تكرار وإلغاء وتداخل - عبدالملك آل الشيخ ورد اسمه مشاركاً مرتين في ندوتين ضمن محور الإسلام الإسلامي، ما دفع الحضور إلى التساؤل: هل جاء بالخطأ أم مقصوداً؟! من جهة أخرى، تداخلت أوراق بعض الجلسات في بعضها من دون سابق إعلان، كما تغيب بعض الأسماء عن المشاركة، على رغم إدراجها ضمن البرنامج، ومن دون إعلان السبب. كما تم إلغاء إحدى الندوات التي كان يفترض أن تعقد ظهر أمس. تذمر نسائي - تذمر بعض الحضور من النساء من وجودهن وحيدات في الصالة المخصصة للنساء، وقال بعضهن إن الحاضرات لا يتجاوزن الخمس، مطالبات بحضورهن داخل القاعة الرئيسة، «كما حصل في الأمسية الشعرية الأولى التي اكتظت بالحضور النسائي»، وكما حصل في الدورات السابقة، التي كانت فيها الندوات تعقد في فندق ماريوت، إذ كن يحضرن في القاعة نفسها. فعاليات في «الإيوان» - يسعى المهرجان إلى تنظيم فعاليات ذات طابع حميم وغير رسمي في الإيوان الثقافي بفندق الإنتركونتنينتال في الرياض، ومن تلك الفعاليات التي قوبلت بالترحاب أمسية شعرية لبعض المشاركين في الفعاليات الثقافية، مثل العراقي يحيى السماوي والأردني عصام السعدي والشاعرتين الدكتورة حصة البادي من عُمان والسودانية منى الحاج، فيما شارك الشاعر مصطفى الشقيق وباسم السبهان من المملكة.