أعترف أنني أتعامل بحساسية بالغة مع كلمات اللاعبين الفائزين بالجوائز الشخصية في المشهد المحلي، إذ أتأمل بسماع كلمات مختلفة فيها من الجانب الإنساني الشيء الكثير لكنني سنوياً أُحبط، وربما غيري كثير. أول من أمس كنت شاهد عيان على حفل جوائز الرياضية لنجوم الموسم الماضي، بصراحة كنت أترقب بلهفة كبيرة للكلمات التي يلقيها المحتفى بهم، وأحاول أن أفتش في ثناياها لمؤشرات تعكس ثقافة، أو تنبئ بسعة اطلاع، أو تشي بعمق في القراءة، ولكنني أصبت بخيبة أمل أصبحت مكررة في مثل تلك المناسبات. كنت أترقب نجم الاتحاد فهد المولد وهو يردد: أزجي الشكر لمدرس الرياضة في المرحلة الابتدائية في جدة الذي قال لي قبل عدة سنوات إنني سأصبح أفضل لاعب سعودي لكن ما حدث أن اللاعب ردد كلاماً استهلاكياً لا روح فيه، وذهب من دون أن يترك بصمة يُثني عليها الحضور أو المشاهدون. كما كنت أتشوق لسماع نجم ألعاب القوى يوسف مسرحي وهو يقول: سأظل مديناً لوالدي في كل مناسبة ذلك أنه علمني أن أكون الأول في كل شيء، وكان دائماً ما يوجهني لأن أكون القدوة سلوكاً وممارسة، وفي قريتي الحالمة صامطة في جيزان تعلمت أن أكون مختلفاً، وهو ما تحقق الآن، لكن ما قاله بعد الفوز لا يختلف عن نظرائه. للأسف كل ما كنت أتمناه لم يكن له وجود، كانت الكلمات عبارة عن كلمات مكررة، وعبارات معتادة، وجمل غير مترابطة ليس فيها من الإحساس أو العمق أي شيء، لذا لم تصل إلى قلوب الحضور أو المشاهدين أو يتردد صداها حتى الآن، ولم تتجاوز شفاه أصحابها. أتمنى جاداً أن يسعى كل اللاعبين وخصوصاً من أبناء الجيل الجديد إلى تكثيف الاطلاع، والقراءة المنوعة، والسعي الجاد والمستمر لتطوير النفس، أو متابعة بعض الحسابات المميزة في مواقع التواصل الاجتماعي ممن يُشهد لهم بالتميز في المفردة والأسلوب في سبيل تطوير اللغة الشخصية، والحصول على مخزون أكبر من المفردات، وأعتقد أن لمديري أعمال اللاعبين دور في مساعدتهم في بعض الجوانب التي تسهم في الارتقاء بسلوكياتهم وكلماتهم، وفي المناسبات التي تشهد مواجهة الجمهور، إذ ليس من المعيب أن يُعد مدير أعمال اللاعب الكلمة التي سيلقيها موكله أمام الجمهور، ويحاول تدريبه عليها قبل إلقائه، هذه الجزئيات البسيطة على اللاعبين ومديري أعمالهم التنبه لها، ومحاولة تطوير قدراتهم فيها، ومن الجيد أن يتم حضور بعض الدورات الخاصة في كيفية التعامل مع وسائل الإعلام والجمهور في سبيل عكس صورة مميزة عن لاعب سعودي محترف. ولعل تجربة بعض النجوم العالميين في حفل تكريمهم في أكثر من مناسبة سابقة، ونوعية الكلمات التي يصرّحون بها تدفع نجومنا المحليين إلى محاولة الاقتداء بهم في ظل أنهم فشلوا في محاكتهم داخل الملعب، ومن الجيد أن يقلدوهم حتى ولو بطريقة حديثهم ونوعية كلامهم، خصوصاً أننا متخصصون في الكلام وحده، وهذا ما نجيده فقط.