دعا رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل الى انتهاج ما وصفها بـ «سياسة ذكية لا تتناقض مع الثوابت ولا تفرض قيودا على الثوابت»، وقال «نحن محتاجون الى مكر ودهاء وسياسة وبحث عن الفرص مهما كانت قليلة». جاء ذلك في كلمة ألقاها مشعل مساء الثلثاء في مقر بيت عزاء والدته في العاصمة الأردنية بمناسبة انتهاء أيام العزاء. وتساءل مشعل: «كيف ندير صراعاً معقداً في ظل اختلاف موازين القوى؟»، طارحاً عدة حلول، أولها أوراق القوة، التي قال: «نستجمعها ونستنبتها من الصخر، ونحن قادرون عليها، وغزة أنموذج. وثانيها وحدة الصف الوطني والبعد من الشرذمة والخلاف. وثالثها استراتيجية من الوحدة والتنسيق والتعاون بين أطراف الأمة جميعاً. ورابعها ممارسة السياسة الذكية». وحذر مشعل مما سماه بخيوط مؤامرة تُحبك تجري على ارض فلسطين وعلى قدسها ومقدساتها وتستهدف الأردن وفلسطين، مشدداً في تحذيره على أن «قادة العدو يستعجلون تهويد القدس أكثر، والاقتراب من هدم الأقصى أو تقسيمه قبل ذلك والتلاعب في مصير القضية الفلسطينية وتعميق الشرخ الداخلي ومعاقبة غزة ومحاولة اصطناع حلول على حساب فلسطين والأردن». وجدد مشعل موقفه الرافض أي حل للقضية الفلسطينية على حساب الثوابت الوطنية أو على حساب الأردن، وقال: «أقول، وأنا لا أزايد على أحد وعلى الأردن رسمياً وشعبياً ولا أتحدث كفلسطيني بل كعربي منفتح، لن نقبل حلاً على حساب فلسطين ولا على حساب الأردن، فكلاهما يعنينا ونستطيع أن نصنع ملحمة عظيمة بين البلدين»، مؤكداً حق العودة والتحرير والسيادة الكاملة، ومضيفاً: «وبعد ذلك نتفاهم في عالم السياسة». ووصل مشعل الأردن صباح الأحد للمشاركة في تشييع جثمان والدته فاطمة مشعل التي توفيت في عمان السبت الماضي، وقالت الحكومة الأردنية إنها سمحت بدخول مشعل أراضيها لأسباب إنسانية.وفي كلمته وجه مشعل الشكر للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على لفتته الإنسانية بالسماح له بالمشاركة في وداع والدته وقال: «أكرمتموني بأن أشهد جنازة أمي وأكون شاهداً على لحظة الوداع، وأن أُحتضن رسمياً وشعبياً بمثل هذا الاحتضان المقدر والمهيب وأن أكون بين الشعب الأردني العظيم الذي أحمل له كل المحبة والتقدير». وتلقى مشعل ثاني أيام عزاء والدته اتصالاً هاتفياً من مدير المخابرات الأردنية الفريق فيصل الشوبكي عزاه بوفاة والدته، من دون الكشف عن المزيد من التفاصيل، بحسب مصادر مقربة من الحركة الإسلامية في البلاد. وسمح الأردن لمشعل في العام 2009 بالمشاركة في جنازة والده كما سمح له في عام 2012 بزيارة أمه المريضة. وكان مشعل زار الأردن بشكل رسمي في العام 2012، و التقى العاهل الأردني في عمان وذلك بعد مرور 13 عاماً على إبعاده من الأردن العام 1999 مع ثلاثة آخرين من قادة حركة «حماس».