غرافيتي على مقر المخابرات العامة يوثق مجزرة الحرس الجمهوري (الجزيرة) أسامة عبد المقصود-القاهرة تظهر رسوم الغرافيتي المنتشرة على جدران مختلف مناطق القاهرة سلسلة طويلة من المطالب المتعاقبة للمصرين، بدءاً من المطالبة بإسقاط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك وصولا إلى الرسومات والعبارات المعارضة أو المؤيدة لعزل الرئيس محمد مرسي. وتظهر الإضافات التي تمت بعد قرار القيادة العامة للقوات المسلحة عزل مرسي في الثالث من يوليو/ تموز، حالة من الغضب أعلنها مؤيدو الرئيس المعزول، معتبرين أن القرار الذي اتخذه وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي "خيانة للرئيس الشرعي المنتخب". وتحمل معظم جدران حي مدينة نصر (شرق القاهرة) عبارات "السيسي خائن" و"السيسي قتل المصلين الساجدين أمام الحرس الجمهوري". وأظهر رسم آخر جنود الجيش وهم يقتلون شخصا مدنيا، في إشارة إلى ما يسمى بمجزرة الحرس الجمهوري التي وقعت في 8 يوليو/تموز الماضي وراح ضحيتها أكثر من خمسين شخصا من المؤيدين للرئيس المعزول.واصل يجهز تصميمات ضد حكم العسكر (الجزيرة)فريق فنيعمر واصل أحد فناني الغرافيتي المعارضين لإجراءات عزل مرسي، دشن هو وعدد من زملائه في 4 يوليو/تموز الماضي أكبر حملة رسومات غرافيتي وكتابة شعارات ضد إجراءات السيسي. واليوم يوجد عمر في الإسكندرية المدينة الساحلية للمشاركة في حملة رسومات مضادة للسيسي. وفي حديث مع الجزيرة نت عبر الهاتف أشار واصل إلى تشكيل فريق من طلبة وخريجي كلية الفنون الجميلة إلى جانب عدد من رسّامي الغرافيتي "لبدء حملة موسعة ضد قرارات الفريق السيسي التي أهدرت الشرعية (..) أقمنا خيمة كبيرة لتكون مقرا لاعتصام الفنانين المعارضين للانقلاب". وبيّن الشاب الذي يدرس الهندسة في جامعة المنوفية ويبلغ من العمر 19 عاما، أن "عملية رسم غرافيتي بجودة متوسطة على جدار بعرض أربعة أمتار وارتفاع ثلاثة أمتار يستغرق من ساعة إلى ساعتين من الزمن لتنفيذه، وذلك بواسطة فريق عمل صغير جدا". وكشف واصل أنه وزملاءه يحرصون على تنفيذ أعمالهم الفنية التي تناهض "الحكم العسكري" خلال مصاحبتهم للمسيرات التي تخرج في مختلف مناطق العاصمة والمحافظات رفضا لعزل الرئيس محمد مرسي، وذلك لـ"تفادي الاعتقال على أيدي قوات الشرطة أو الضرب على أيدي البلطجية المستأجرين". ويعتبر رسامو الغرافيتي محافظة الإسكندرية من أصعب المحافظات التي يمكن فيها رسم لوحات أو كتابة شعارات معارضة لخريطة الطريق التي وضعتها القيادة العامة للقوات المسلحة نظرا لتواصل الملاحقات الأمنية، مما أسفر عن توقيف أعداد كبيرة منهم. ويواجه الفنانون تُهما بـ"تخريب المنشآت العامة وتشويه أشكال المباني" عند إحالتهم إلى النيابة بعد توقيفهم على أيدي الشرطة، حسب ما ذكر واصل الذي أشار إلى أن معظم الرسامين يتخوفون حاليا من نشر أعمالهم على الإنترنت بسبب "رصد ومراقبة أمن الدولة لهم". ويتخوف قطاع من المصريين من عودة "الدولة الأمنية" وتهديد مكتسبات ثورة 25 يناير على صعيد حرية التعبير والحريات الإعلامية، لا سيما أنه قد أُغلقت عدد من القنوات الفضائية واعتقلت رموز سياسية فور إعلان الفريق عبد الفتاح السيسي عن عزل الرئيس مرسي."يتخوف قطاع من المصريين من عودة "الدولة الأمنية" وتهديد مكتسبات ثورة 25 يناير على صعيد حرية التعبير والحريات الإعلامية" تقييد الحرياتوقال واصل الذي شارك في ثورة 25 يناير واحتجزته قوات الجيش لمدة ثماني ساعات في الأول من فبراير/شباط 2011، إن "الحكم العسكري الحالي يقيد الحريات ويعتقل الرسامين المعارضين له". وأضاف أن أحد أشهر رسامي ثورة يناير ويدعى عيسى قتل في هجوم المنصة فجر 27 يوليو/تموز الماضي، الذي راح ضحيته عشرات القتلى ومئات المصابين. ونفى وجود أي رابط أيديولوجي أو سياسي بين الفنانين الرافضين لإجراءات عزل مرسي، مشددا على أن الرابط الوحيد فيما بينهم هو "الحفاظ على المسار الديمقراطي والتأكيد على أن تغيير من أتى بالصندوق لا يكون إلا عبر صندوق آخر"، وذلك في إشارة إلى إجراءات عزل مرسي. وأشار واصل إلى انضمام رابطة فناني ثورة يناير إلى رابطة "فنانين ضد الانقلاب" لزيادة الإبداع والابتكار في الرسومات والتصميمات التي تعبر عن رفض "الحكم العسكري الفاشي".