يغادر الرئيس الاميركي الصين، معلنا فشل المباحثات الاميركية الروسية، بخصوص سوريا، وهذا فشل يعبر عن فروقات في وصفات الحل بين الاميركان والروس، لكنه يعبر من جهة اخرى، عن ان الازمة السورية، مرشحة لسنين دموية اضافية. الاميركان، ليس بمقدروهم التدخل المباشر براً في سوريا، اذ ان موسكو تقف في وجه اي قرار دولي في مجلس الامن، وذات الروس يتذرعون بتفويض من النظام السوري، للتدخل برا وجوا في سوريا، والواضح ان سيناريو «الافغنة» الذي راهن عليه الاميركيون، لم ينجح، فذات واشنطن مع استفادتها من تدخل الروس جزئيا، في سوريا، بشأن بعض القضايا، الا انها راهنت على تورط روسي واسع، يعيد احياء نموذج افغانستان، وبحيث يدفع الروس الثمن، وهو امر لم يحدث، بل ان الروس، تعلموا من دروس سابقة، وكانت مداخلاتهم جوية فقط، فوق الدعم السياسي. هل ُيعد اقرار اوباما، بفشل المباحثات الروسية الاميركية، اقرار بفشل الادارة الاميركية كليا، ام دليل على ضعف الرئيس الاميركي وطاقمه، ام ان «سياسة تجنب الازمات» التي انتهجها اوباما، جراء التردي الاقتصادي، والقرار بعدم قتل اميركان في اي مكان، هي الغالبة؟!. في الارجح ان كل هذه العوامل تأتي معا، لكنه هناك عوامل غائبة، تقول ان واشنطن تتعامى عن ازمات المنطقة لاسباب اضافية، اقلها الاقرار بتقسيم جديد لخارطة النفوذ في المنطقة، مع مايقال مرارا من اخلاء للنفوذ الاميركي للمنطقة، والتركيز على مناطق اخرى، اضافة الى ان واشنطن هنا، قد لاتكون مهتمة تماما بوقف الحرب في سوريا، بل تريدها لغايات تعرفها المؤسسة الامنية والعسكرية الاميركية، وسيواجهها الرئيس المقبل، باعتبارها البوصلة الخفية التي تحكم القرار في الولايات المتحدة. فشل المباحثات من جهة اخرى ليس جديدا، فقد فشلت قبل ذلك عدة مباحثات اميركية روسية، وفشلت قمم جنيف، وكل المساعي، من اجل تسوية سياسية، والفشل الجديد يأتي قبل شهور من الانتخابات الاميركية، فلماذا تقدم موسكو اساسا اي تنازلات، لادارة اميركية راحلة، ولرئيس على وشك الخروج، وسط مؤشرات، على ان المرحلة المقبلة في واشنطن، بحاجة الى فترة ليست قصيرة، لترتيب اوراقها، وهي فترة استراحة بين شوطين، تمكن موسكو من الاستفراد كليا بالمنطقة؟!. مايقال بصراحة هنا، ان الروس اظهروا صلابة غير عادية، في وجه الاميركان، وزاد من هذه الصلابة، هشاشة واشنطن، وضعف الادارة، ومرحلة الانتخابات، وعوامل اخرى. يبقى السؤال: ماهي الصفقة الوحيدة المتاحة سرا بين الروس والاميركان، لتسوية الملف السوري، وماالذي يريده كل طرف من الاخر، سرا، بما يؤدي الى تسوية ازمة سوريا، ضمن عدة تسويات بخصوص ملفات اخرى؟!. في كل الحالات، فالشعب السوري وحده يدفع الثمن. الدستور