شدد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس على أن أمن الحرمين الشريفين وأمن الحجاج والمعتمرين والزائرين خطوط حمراء ولا يمكن بأن تتجاوز ولا يسمح لأي كائن من كان أن يعكر صفو هذه الفريضة. وقال في حديثه الليلة للسعودية الأولى: عنيت المملكة منذ تأسيسها بأن يكون الحج والحرمين الشريفين محلاً للعبادة والتوحيد والسنة وأداء المناسك على الوجه الصحيح. وأشار إلى مهمة المملكة العربية السعودية وشرفها وقدرها وفخرها العناية بكل ما يخدم الحرمين الشريفين، ولهذا فإن من واجبها أن تبذل كل ما تستطيع في خدمة الحجاج والمعتمرين وسلامة أمنهم واطمئنانهم. وأكد "السديس" بأن المملكة لم ولن تسمح بأن تعكر صفو فريضة الحج بفعل مزايدين أو يخدمون مصالح أو شعارات سياسية أو دعوات طائفية. وأضاف: إنها دعوة للعقلاء في إيران وغيرها لأن يعرفوا قداسة هذا البيت وتعظيمه وأن من أراده بسوء فإن الله منتقم منه " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ " وهكذا عبر التاريخ ما أراد أحد بهذا البيت فتنة أو إثارة أو تشويشاً أو فوضى أو تعكيراً للأمن إلا ابتلاه الله عزوجل. ودعا فضيلته المسلمين لتقوى الله ومعرفة مكانة الحرمين الشريفين ومكانة قاصديهما ورعاية أمنهما وأمن وسلامة قاصديهما وأن يتعاونوا مع ولاة الأمر ورجال الأمن في تحقيق الأمن في الحرمين الشريفين والإبلاغ عن كل من تسول له نفسه أن يعكّر صفو هذه الفريضة. وأضاف الشيخ "السديس": لنكن جميعاً رجال أمن لديننا أولاً ثم لوطننا الغالي وطن التوحيد والسنة وبلاد الحرمين الشريفين، وأن نكون فريقاً واحداً لخدمة هذا الدين وإبراز صورته المشرقة بعد أن اختطف الإسلام من جماعات إرهابية ودعوات سياسية وطائفية، وفي مقابلهم من هزوا الثوابت وميعوا الدين وارتبطوا بموجات من التشكيك والمخالفات لديننا وعقديتنا وثقافتنا الإسلامية. وتابع الشيخ "السديس": أقول بكل ثقة ولله الحمد والمنة أولاً بأن الله حافظ بيته وحافظ ضيوفه وهم حجاج بيت الله الحرام، ثم ثقتنا التي لا تحدها حدود بولاة أمرنا الأماجد الذين اصطفاهم الله عز وجل لخدمة الحرمين الشريفين، وها هو ولي الأمر يتنازل عن كل الألقاب والمسميات ليكتفي بشرف خدمة الحرمين الشريفين أيده الله ونصره. وأردف: فما علينا إلا أن نتعاون وأن نكون جميعاً عيوناً ساهرة لخدمة أمن هذه الفريضة وأمن الحرمين الشريفين وأمن قاصديهما وهي محفوظة بحفظ الله، ومن أرادها من المزايدين والحاقدين والشانئين، فهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. وأكد "السديس": قد منَّ الله على بلادنا بالوحدة الدينية واللحمة الوطنية في وحدة للصف واجتماع الكلمة سلمت من الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وهي جماعة واحدة إمامها وولي أمرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وشدد فضيلته على أن الحملات الإعلامية والمزايدات والشائعات ضد هذه البلاد مرفوضة ومدحورة "وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه". ودعا "السديس" الجميع لتثمين دور وجهود رجال الأمن وأن نكون دائمي الدعاء لهم سواء من المرابطين على الحدود أو من العاملين في خدمة الحجاج والمعتمرين وكافة رجال الأمن في كل المواقع، فندعو الله أن يثيبهم وأن يبارك في جهودهم، ونرى أن عملهم هذا هو من الجهاد في سبيل الله، بل هو الجهاد الحقيقي. وقال: لَيْس الجهاد اليوم هو العنف وقتل الناس وسفك الدماء والإرهاب تحت مسميات وشعارات وخلف مواقع التواصل، وإنما هؤلاء رجال الأمن البواسل الأشاوس الذين يدفعهم إيمانهم بالله تعالى وحبهم للشهادة في سبيل الله يذودون بالنفس والنفيس والروح والبدن والمال تَرَكُوا الأهل والأولاد والأموال ويرابطون على ثغور وحدود بلادنا حفاظاً على مقدساتنا فليبشروا وليهنؤوا بالأجر العظيم والمثوبة من الله. واختتم الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس حديثه التلفزيوني بالقول: الحج يقدم رسالة للعالم، رسالة الأمن والوسطية والأخلاق والسلام والاعتدال والقيم فنحن نقول للعالم هذا ديننا. وأضاف: ومن هنا نزف البشرى من الآن ودائماً بنجاح هذه المواسم وتميزها بحفظ الله لها ثم لرعاية هذه الدولة نسأل الله أن يمن على الحجيج بالقبول وأن يجعل حجهم مبروراً وأن يعيدهم إلى بلادهم سالمين غانمين مأجورين غير مأزورين.