لقد أخذت دول العالم اليوم تتجه إلى التحالف الإقليمي؛ ليحقق مصالحها التي عجز عن تحقيقها التحالف القارّي؛ لذلك بادرت السعودية إلى طرح فكرة الاتحاد الخليجي على دول الخليج؛ ليصبح تكتلاً يعمل من خلال نظام هجين، يتجاوز القوميات، ونظاماً حكومياً يتكامل ويتفاعل مع بعضه بعضاً كجسدٍ واحد، يتسم بالقوة والمتانة. ومن خلال كيان الاتحاد تستطيع دول الاتحاد تنسيق حراكها الدولي والإقليمي مع بعضها لتحقيق مصالحها مجتمعة، وليس حسب مصلحة كل دولة على حدةٍ. وإقامة اتحاد خليجي له محاسن عدة، منها أولاً: احتفاظ كل دولة بخصائصها دون أن تفقد شيئاً منها، أو دون اكتساب خصائص الدول الأخرى في الاتحاد أو شيء منها. ثانياً: تصبح كل دولة في الاتحاد أكثر تأثيراً في الشأن الإقليمي وفي المسرح الدولي؛ إذ ستمثل الدولة نفسها وأيضاً ستكون ممثلة من قبل الاتحاد. ثالثاً: التقليل أو القضاء على أسباب نشوب خلاف بين دول الاتحاد. رابعاً: تكوين كيان اقتصادي يستعيد عافيته بسرعة عند تعرضه للصدمات الإقليمية والعالمية من خلال امتلاك عملة خليجية موحدة، تنافس العملات الثماني الرئيسة في العالم. خامساً: سَتُقَوِي دول الاتحاد بعضها بعضاً؛ وبالتالي يَقْوَى شأن كل دولة في الاتحاد. سادساً: حرية حركة السكان والبضائع بين دول الاتحاد. سابعاً: تشجيع الاستثمار وتنمية التجارة بين دول الاتحاد. ثامناً: سريان التأمين الصحي في جميع دول الاتحاد. تاسعاً: توحيد جهود مكافحة الإرهاب المسلح والإلكتروني والمخدرات. عاشراً: توحيد جهود حماية البيئة والشواطئ ومياه الخليج من التلوث.