انتشرت حالة من الهلع الكبير في أنحاء العاصمة الأفغانية كابول بعد هجومين انتحاريين أعقبهما تفجير سيارة مفخخة واشتباكات مسلحة في منطقة أخرى. وبعدما فجر انتحاريان نفسيهما قرب مقر وزارة الدفاع ليل الاثنين، ما أسفر عن مقتل 34 شخصاً بينهم وفق حركة «طالبان» العميد عبد الرزاق بنجشيري، قائد قوات المساندة في وزارة الدفاع، وقائد المنطقة العسكرية الثانية في كابول وعدد من مساعديهم، وجرح نحو مئة آخرين، هاجم مسلحو الحركة مباني تضم منظمة «كير» الدولية للإغاثة ومبنى للضيافة (فندق) يستخدمه أجانب في ضاحية شهر ناو القريبة من وزارة الدفاع والسفارة الأميركية وحي السفارات والوزارات. وتحدثت الشرطة عن تفجير المسلحين سيارة محمّلة بمواد شديدة الانفجار، من دون ان تعلن إصابة اجانب مقيمين في الفندق، تنفيذاً لأوامر اصدرتها القوات الأميركية والأجنبية في أفغانستان بعدم ذكر أي شيء يتعلق بالأجانب إلا بعد التأكد من جثث الضحايا، وإبلاغ عائلاتهم. واعتبرت منظمة العفو الدولية ان التفجير «استهدف المدنيين عن سابق تصور وتصميم، ويشكل جريمة حرب». وقالت شامبا باتل، مديرة المنظمة لجنوب شرقي آسيا: «القاعدة الأساسية للقانون الإنساني الدولي هي تجنب المشاركين في نزاع مسلح المدنيين عن سابق تصور وتصميم». وتربط الحكومة تزايد نشاط «طالبان» في كابول بصدور حكم بإعدام أنس حقاني، شقيق سراج الدين حقاني النائب الأول لزعيم «طالبان» حالياً وقيادي «شبكة حقاني» المسؤولة عن العمليات في منطقة كابول ومناطق في الشرق. في غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات بين مسلحي «طالبان» والقوات الحكومية في وسط افغانستان وجنوبها، فيما اعلنت «طالبان» انسحاب القوات الحكومية من مركزين عسكريين في محيط مدينة ترينكوت مركز ولاية ارزوجان (وسط)، والتي تعتبر ذات رمزية للحركة كونها مسقط رأس مؤسسها الملا محمد عمر ومعقلاً رئيسياً لها قبل سقوط نظامها اثر الغزو الأميركي لأفغانستان نهاية 2001. كما واصل مسلحو «طالبان» تقدمهم في اتجاه مدينة لشكرجاه، مركز ولاية هلمند الاستراتيجية (جنوب)، بعد أسابيع على قطع كل طرق الإمداد للقوات الحكومية. وأشارت الحركة الى سقوط مركزين عسكريين للحكومة، بعد سقوط 6 جنود، وإجبار الباقين على الفرار من المنطقة. وتعاني القوات الحكومية في هلمند (جنوب) وقندوز (شمال) من قلة الإمدادات وحصار تفرضه «طالبان» عليها منذ أسابيع، بعدما نجحت «طالبان» في السيطرة على طرق استراتيجية تعتبر الشريان الوحيد برياً لإمداد القوات المحاصرة بمؤن وذخيرة وعناصر مساندة. كما لا تستطيع القوات الحكومية إرسال مساعدات عبر الجو خشية إسقاط «طالبان» الطائرات بصواريخ والمدافع المضادة للطائرات غنمتها بعد انسحاب القوات الحكومية في شكل غير منظم من «مناطق هاجمتها طالبان».