×
محافظة المنطقة الشرقية

إطلاق «خيمة النشامى» في مكة..الأحد المقبل

صورة الخبر

لأني أحب الوزراء وأعتبرهم أصدقائي ـ ولو كانت تلك الصداقة من طرف واحد ـ لذا لا أرتضي أن "يحش" فيهم أحد، أو يكونوا موضع تندر ومصدر تعليقات الناس!. مواضع التعليقات تشعبت من مجالس خاصة إلى "واتس أب" و"تويتر"، حتى استحال الدفاع عنهم في كل موضع. لذا لا حل إلا بمصارحتهم للتوقف عن أي تصريح يلقي بسامعه على ظهره من شدة الضحك!. صديقي وزير العمل ووزارته الموقرة، من أكثر الذين يحرجونني مع الناس عند حديثهم عن نتائج "السعودة"، بينما الكل يعلم أن ما يحدث في ميدان العمل، وتحديدا المنشآت الصغيرة، يمكن تسميته بأي شيء إلا أن يكون "سعودة" للوظائف!. فعندما يتفاخر الوزير في منتدى التنافسية الدولي السابع، بأنهم وظفوا خلال 6 أشهر أكثر مما تم توظيفه في 30 عاما. وقبلها في افتتاح كلية السياحة والفندقة بالرياض، يؤكد أن عدد الذين تم توظيفهم 725 ألف مواطن. ثم يرفع نائبه سقف الأرقام أكثر بقوله في إحدى الفضائيات إنهم وظفوا خلال شهر واحد 250 ألف سعودي.. ذلك يجعل من تصريحاتهم أرضا خصبة لـ"التنكيت"!. الواقع أن ما يحدث الآن هو "سعودة" وهمية، تقوم على تلبية صاحب العمل لمتطلبات الوزارة، فيبحث عن سعوديين أو سعوديات لتسجيلهم في مؤسسته، وهم جالسون في بيوتهم. وإلا هل يفسر لي أصدقائي بوزارة العمل توظيف 104 آلاف سيدة في قطاع التشييد والبناء؟! سيقولون "كلام جرايد".. طيب خذ هذه: متقاعد اشترى "شاحنة" فتقدم بطلب تأشيرة سائق، واشترطوا توظيف سعودي، فما كان منه إلا أن يقوم بتوظيف ابنته "وهميا" ليستخرج التأشيرة. وآخر اضطر لتوظيف زوجته "وهميا" في مطعم للحصول على عدد كاف من التأشيرات المطلوبة!. هذه ليست "سعودة" حقيقية، بل تضييق على الناس في أرزاقهم حتى اضطروا للتحايل على الأنظمة. كما أن صاحب العمل سيعمد لرفع أسعار سلعته ليعوّض ما دفعه من مرتبات لمن قام بتوظيفهم "على ورق"!. وزارة العمل تملصت من مسؤولياتها، فتخلصت بطريقة غير مباشرة من طالبي معونة "حافز" ووضعتهم بـ"حلق" صاحب المنشأة الصغيرة التي لا يتطلب تشغيلها سوى عامل واحد. بينما من المفترض أن يتم دعم تلك المنشآت الصغيرة كما في بقية العالم، لا إخراجهم من السوق. لا أحد ضد "السعودة"، لكن نريدها توطينا حقيقيا للوظائف لا مجرد أرقام للتباهي. ثم كيف يبني شاب مستقبله بوظيفة معلم شاورما أو سائق شاحنة هذه وظائف لا تغني رواتبها ولا تسمن من جوع؟! صديقي الوزير.. "قرّب أبيك بكلمة راس": توقف، الناس فاهمة كل حاجة..!