ألغى الرئيس الأميركي باراك أوباما، مقابلة كانت مقررة مع نظيره الفلبيني، رودريجو دوتيرتي، بسبب الشتائم التي وجهها له الأخير، على خلفية الحملة الدامية التي يشنها على الجريمة وتجارة المخدرات في الفلبين. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، نيد برايس، على هامش قمة "آسيان" في مدينة لاوس "أوباما لن يعقد لقاء مع الرئيس الفلبيني، وسيستبدل اللقاء مع نظيرته الكورية الجنوبية بارك جيون هيي". وكان دوتيرتي قد هاجم الرئيس الأميركي، عندما علم أن أوباما سيسأله عن الحرب على الجريمة والمخدرات التي يشنها في الفلبين، حيث قال خلال مؤتمر صحفي "عليك أن تحترم الآخرين، ولا تلقي فقط بالأسئلة والتصريحات، وسألعنك خلال المنتدى، وسنتمرغ في الوحل إذا فعلت ذلك بي". كما حذره من مغبة توجيه أسئلة له بشأن حملة الحرب على الجريمة الدائرة في بلاده ضد المخدرات، وذلك عند اجتماعهم في قمة "آسيان" التي يشارك فيها للمرة الأولى منذ انتخابه رئيسا للبلاد في يونيو الماضي. شخصية مميزة وكان أوباما قد أشار في وقت سابق، إلى احتمالية إلغاء اجتماع ثنائي مع دوتيرتي، بعد أن هدد الأخير بتوجيه ألفاظ نابية إليه، في حال لو ألمح إليه عن أسلوب الحكومة الفلبينية العنيف في تعاطيها مع مكافحة المخدرات، وقتلها المشتبه فيهم من دون محاكمة، إلا أنه أكد على العبء الثقيل الذي تسببه تجارة المخدرات، ليس في الفلبين فحسب، بل في أنحاء العالم، وأن مكافحة تهريبها تعتبر مهمة صعبة، مشيرا إلى مواصلة خوض المعارك ضد المخدرات بطريقة تتواءم مع المعايير الدولية. يذكر أن الرئيس الفلبيني تعهد لدى انتخابه بشن حرب على المخدرات، حيث تفيد الأرقام الرسمية الفلبينية بأن أكثر من 2400 شخص قتلوا في عمليات مكافحة المخدرات التي تقوم بها الشرطة وحراس مساندون لها، منذ توليه مهام منصبه في يونيو الماضي. ورفض دوتيرتي انتقادات الكنيسة الكاثوليكية، ومنظمات حقوق الإنسان، وبرلمانيين، والأمم المتحدة، لصرامته في الحملة على الجريمة وتجارة المخدرات، متعهدا باستمرار الحرب، وواعدا بقتل مزيد من الناس حتى آخر مهرب في البلاد.