مازلت أتذكر عبارة «المعادلة مستحيلة الحل في (ط)؛ حيث (ط) تعني مجموعة الأعداد الطبيعية» التي كان يرددها علينا معلم الرياضات في المرحلة الثانوية، والحقيقة أن هذه العبارة منطبقة على وضع منتخبنا الوطني تماماً؛ فجميع طرق الحل قد فشلت في إعادة هيبة ومستوى الأخضر. على مستوى اللاعبين مر على المنتخب أكثر من ثلاثة أجيال منذ آخر بطولة سعودية قبل قرنين من الزمان وجلهم -إن لم يكن كلهم- مواهب يشار لها بالبنان في أنديتها إلا أنها تحقق مع المنتخب فشلاً ذريعاً، وبالتالي فإن الحل لا يكمن في تغيير اللاعبين. على مستوى المدربين غيّرنا وبدّلنا وجرّبنا جميع المدارس والجنسيات والنتيجة كما في قول فنان العرب محمد عبده «تنشد عن الحال هذا هو الحال»، ولهذا لا يمكن أن يكون الحل في جلب مدرب آخر. هل يكمن الحل في الإدارة؟ الإجابة بالتأكيد لا؛ فالإدارات التي تعاقبت على المنتخب هي الأخرى كفاءات مشهود لها بالخبرة والدراية، ولكن لم يستطع أيٌّ منها أن يحقق النجاح لذلك لا مجال لنا إلا أن نقفز عن هذا الجانب إلى مكان آخر علَّنا نعرف السبب ونُبطل العجب. ربما إذاً المشكلة في الاتحاد السعودي، ولكنه هو الآخر لا يمكن أن يكون السبب؛ فهو مثل ما سبق قد تغير مراراً وهذا يعني تغير الأفكار والخطط وهذا لا يتعارض مع البناء، فطالما أن النجاح غير متحقق فتغيير الخطط والأفكار والسلوك هو الطريق الصحيح. باختصار كل شيء تغير إلا حظّنا العاثر في تحقيق بطولة تعيد لنا بعضاً من هيبة الصقور الخضر، ومن هنا فإن معادلة المنتخب تبدو مستحيلة الحل في «ط»، حيث «ط» تعني الوضع الطبيعي. إذاً لماذا لا نفكر بالمنطق الرياضي ونبحث عن الحل في شيء يشبه الحل في «ح» و«ت» حيث يعنيان رياضيّاً مجموعة الأعداد الحقيقية والتخيلية. يبدو لي أنني سأقلد «أرخميدس» عندما اكتشف قانون الإزاحة وأصرخ وأنا بكامل هندامي -وهذا الفرق بيننا- وأقول وجدتها!.. وجدتها! نعم لقد وجدتها إنها «الروح» فلاعبينا نجوم ومدربنا قدير وإدارتنا لا تنقصها الكفاءة؛ إذا لا ينقصنا إلا الروح التي كان يمتلكها لاعبونا في أيام «العز»، ولو كنت مكان السيد مارفيك لاستبعدت من لا يملك الروح وأتيت بمن يقاتل في الملعب حتى لو كان أقل إمكانات، وهنا يتجلى دور الإدارة والخبير طارق كيال في إشعال فتيل الحماس وبث الروح بين لاعبينا، وإن حدث هذا ستشاهدون العراق الليلة أول الضحايا ولن يكون الأستراليون واليابانيون والإماراتيون إلا جسراً إلى روسيا، وحينها ستتأكدون من نظريتي التي تقول إن حل المعادلة غير ممكن في «ط» وإنه يكمن في «ر» حيث «ر» تعني «الروح».