الجدل الذي أثاره قرار حظر البوركيني من جانب بعض البلديات في فرنسا، وصل إلى الصين حيث ترتدي النساء ما يسمى FACEKINI «فايسكيني»، وهو قناع يخبئ معالم الوجه ولا يُظهر منها إلا العينين والفم، حفاظاً على جمال المرأة الصينية التي تحب إبقاء بشرتها بيضاء. ويرتبط حب المرأة الصينية للبشرة البيضاء بالفوارق الاجتماعية، إذ إن النساء الملوّحات بالشمس يحملن في لون بشرتهن دليلاً على أنهن يعملن في الحقول، أي أنهن ينتمين إلى الطبقة الاجتماعية الفقيرة. والـ «فايسكيني» نوعان، إما يوضع كقناع مع أي نوع من الملابس المخصصة للسباحة ويكون الهدف منه حماية الوجه فقط من السمرة، أو أن يوضع مع الـ «بوركيني». والأخير الذي ظهر إلى العالم في العام 2005 كنوع من ملابس السباحة صممته الأسترالية ذات الأصل اللبناني عاهدة زناتي، هو عبارة عن بدلة سباحة تغطي كل الجسم، ما عدا الوجه واليدين والقدمين، وهي مطاطية بما يكفي للمساعدة في السباحة، وقد لاقت رواجاً كبيراً لدى المسلمات حول العالم. وإن كانت كلمة «بوركيني» جاءت للدمج بين البرقع والبيكيني، فإن تسمية «فايسكيني» التي أطلقتها المصممة الصينية زهانغ شيفان (60 سنة) عام 2014 على قناعها أتت لتحمي الوجه من أشعة الشمس في بلد تثمّن نساؤه البشرة البيضاء. ولا يستهدف الـ «فايسكيني» النساء الساعيات إلى السباحة بلباس محتشم، وإنما جاء ليراعي متطلبات المرأة بالحفاظ على جمالها. وقد تطور الـ «فايسكيني» ليصبح مطعماً برسوم وألوان، بعد أن ظهرت تعليقات بأن الاطفال يخافون ممن ترتديه على الشواطئ، ليصبح أكثر «أناقةً» وقبولاً لدى الأطفال الذين يشبّهونه بقناع «الرجل العنكبوت» أو «سبايدرمان». مصممتا «بوريكيني» و «فايسكيني» تتوجهان إلى نسائهن بمقاربتين مختلفتين، ففي حين تحاول الأولى استهداف من تسعى إلى الحشمة، تحاول الثانية استهداف من تخاف على بشرتها من منطلق حمايتها من الطبقة ما فوق البنفسجية. وتجمع زناتي وزهانغ على أنهما تسعيان إلى الحفاظ على إطلالة أنيقة للسيدات اللواتي يرغبن في ممارسة السباحة، من دون قيود دينية، اجتماعية أو جمالية.