أصر وفد الحوثيين الانقلابيين على موقفهم المتعنت، ورفضوا التجاوب مع الوساطة التي قادتها دولة عمان، للالتقاء بالمبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ولم تفلح محاولات وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي في إقناع المتمردين بالجلوس إلى ولد الشيخ، حيث رفض الوفد أي نقاش إلا في العاصمة صنعاء. وأشارت مصادر إلى أن الحوثيين تقدموا بعدد من المطالب، في مقدمتها تسلم المبادرة التي طرحها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في جدة من كيري نفسه، وهو ما يعني السعي للحصول على اعتراف سياسي ضمني من وزير خارجية كبرى دول العالم، إضافة إلى مطالبتهم برفع الحظر الجوي المفروض على مطار صنعاء. وكشفت المصادر أن ولد الشيخ هدد بإبلاغ مجلس الأمن رفض الانقلابيين استئناف مفاوضات السلام، مشيرا إلى أنه يحمل تفويضا واضحا من المجلس بتحديد هوية الجهة التي تعيق استئناف التفاوض. مرونة الشرعية أضافت المصادر أن السلوك الذي انتهجه الانقلابيون برفضهم مقابلة المبعوث الدولي يؤكد نزوعهم نحو التعنت، والرغبة في إطالة أمد الأزمة، ورفض المشاركة في مفاوضات السلام التي يتوقع إعلانها قريبا، وهو ما يستلزم من المجتمع الدولي إبداء قدر أكبر من الحزم معهم. في المقابل أكدت الحكومة الشرعية موافقتها على الخطة التي طرحها كيري، واستعداد وفدهم المفاوض لاستئناف المشاركة الإيجابية في المشاورات، مشيرة إلى أن واجبها في حقن دماء اليمنيين، ورغبتها في إنهاء الأزمة هي التي دفعتها للموافقة على بنود الخطة الدولية. ووجد الموقف الحكومي إشادة دولية أعلنها المبعوث الأممي رسميا، مؤكدا أنه نقل إلى مجلس الأمن الدولي صورة مفصلة عن المرونة التي أبداها وفد الشرعية في مفاوضات السلام السابقة. خطة متكاملة أعلن المبعوث الأممي أنه يحمل تصورا لحل النزاع اليمني، يقوم على الخطة التي سبق أن عرضها في ختام مشاورات الكويت السابقة، إضافة إلى المبادرة التي تقدم بها كيري في جدة، عقب اجتماع ضم وزراء دول الخليج وأميركا وبريطانيا. ويتضمن التصور تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون، مع انسحابهم من العاصمة صنعاء وبعض المدن وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى طرف ثالث، لم يتم الإفصاح عنه. وأضاف أنه طرح خطة شاملة متعلقة بالقضايا الأمنية والسياسية في اتفاق واحد، على أن يكون ذلك بتسلسل زمني محدد. وتمسك ولد الشيخ بضرورة انسحاب الانقلابيين من صنعاء والمدن الرئيسية، مشيرا إلى أن أي حديث عن السلام قبل تحقيق ذلك يبقى بلا معنى ولا جدوى.