×
محافظة المنطقة الشرقية

بالفيديو.. وزير داخلية لبنان يبكي متأثراً قبل تركه الوزارة

صورة الخبر

من الخاسر في فشل مفاوضات جنيف 2، المعارضة أم النظام؟ إن استعرنا الإجابة من الموقف الأمريكي سوف يكون الخاسر المعارضة فواشنطن التي كانت ترى أن الحل السياسي للأزمة السورية يتضمن إبعاد الأسد عن السلطة بمعنى ان المفاوضات ترتكز أساساً على قضية الحكم الانتقالي وذلك لم يحدث، فواشنطن دعت لجنيف 2 بأمنيات وليس بمواقف ثابته مدعومه بإرادة سياسية، وإن أردنا معرفة الطرف الخاسر من الموقف الروسي سيكون الخاسر أيضاً المعارضة، فموسكو قبل أن تبدأ مفاوضات جنيف 2 قالت: إن الحل السياسي يحتاج لمراحل وليس لاجتماع واحد، فالنتيجة لدى المفاوض الروسي معروفة مسبقاً، فشل المفاوضات وشراء الوقت لنظام الأسد. هناك إصرار روسي وصيني على إضعاف الموقف الأمريكي، ووضع المفاوض الأمريكي أمام ضعفه، حتى يكون التردد والضعف صفة للسياسة الأمريكية، وهذا التوجه هو السلاح الذي لن تسطيع المعارضة السورية هزيمته ولا مهادنته ولا كسبه لصالحها، فتصفية الحسابات بين أقطاب القوة عملية يدفع دائماً ثمنها الصغار. فواشنطن التي دعمت التحولات الشعبية في العالم العربي بداية من تونس ومصر وليبيا واليمن، خسرت هذا الدعم بسبب سوء تقديراتها لحركة التغيير ومسبباته، وهنا تسلمت موسكو زمام الأمور وأصبحت تحتضن سياسياً واقتصادياً الأطراف القوية في حركة التغيير وقدمت لها وعوداً بالدعم وليس الدعم، لا لتضمن لنفسها خط رجعة اذا فشلت الاطراف التي تدعمها، ولكن لخلق مساحة للحركة تستزف فيها الجهود الامريكية مثل ما حصل في جنيف 2، فقد اعطت موسكو وعوداً للوصول للحل السياسي بدون أن تقدم ضمانات على ذلك. فواشنطن أصبحت وكأنها جمعية خيرية إنسانية تملك النوايا السليمة والعلاج والغذاء الذي تقدمه للمحتاجين بدون أن يكون لها قوة سياسية أو عسكرية تفتح بهما المنافذ لنواياها ومساعداتها الإنسانية للوصول لمحتاجيها. سياسة أوباما الخارجية سياسة نوايا سليمة فمتى ما رأت أن العالم شهد بطهارة مواقفها وقفت عند هذا الحد، او كأنها سياسة تكفير الذنوب عن حروب أمريكا السابقة. إن استمرت واشنطن في توبتها السياسية سوف تفقد كل نفوذها في المنطقة، والبديل ليس جاهزاً فقط، بل على أكمل جاهزيته ويعمل لكي يكون بديلاً، الإدارة الأمريكية عملت في بداية الثورات العربية ان يكون لها مشروع سياسي في المنطقة وفشل، وعلى اثر ذلك أرادت معاقبة الاطراف التي تزعم أنها سبب في فشل سياستها، وبتوجهها التراجعي هذا سلمت موسكو مفتاح توجيه الأحداث، وعندما أرادت أن تسحبه من الدب الروسي في جنيف 2 أغلق عليها الباب، فهل تعترف واشنطن أنها خسرت مفتاح الحل في المنطقة؟ أم سوف تتحرك بخداع نفسها من جديد مثل ما سبق وأن عملته مع خطوطها الحمراء.