×
محافظة المنطقة الشرقية

جامعة الدمام تحتفل بتكريم 228 متميزاً من طلابها

صورة الخبر

كنت انتظر ان تهدأ قليلاً الكتابات عن وفاة الطالبة آمنة باوزير تقبلها الله بواسع رحمته وأجزل العزاء لوالديها وأسرتها. انتظاري ذاك بسبب أن أكثر الكتابات عن عامل الاختلاط وهو عامل مهم، لكن تُرك عاملان مهمان جداً هما القصور في خدمات الصحة والطوارئ قرباً وبعداً، وعامل النقل على الطرقات، الأولى يمكن مناقشتها من عوامل متعددة منها: الجاهزية البشرية للوصول للهدف. القصور في تجهيزات سيارات الإسعاف والمسعفين. عدم وجود عناصر إسعاف مؤهلة عالياً. عدم وجود أجهزة إسعافية متكاملة حيث يقتصر عمل سيارات الإسعاف على عملية النقل فقط مع إسعافات أولية بسيطة جداً. عامل النقل الذي يسبب تأخراً في الوصول الخدمة الإسعافية: لا توجد طرق خدمة سريعة للسيارات الإسعاف والدفاع المدني. الشوارع المؤسسة لثلاثة مسارات قد تكون بها خلال ساعات الذروة خمسة مسارات، مما يعجز سيارات الإسعاف والدفاع المدني أيضا من الوصول السريع للهدف، مع ملاحظة قصور في الثقافة المرورية. لا توجد مراكز إسعافية مجهزة جيداً قرب الحدث أو في مكانه ذاته، خاصة في مناطق التجمعات الكبرى كالجامعات والمدارس والأسواق، حيث احتمال حدوث حالات الطوارئ بنسب كبيرة. قصور مهمة الإسعاف على الذكور دون الإناث، مما يسبب التأخير. إسعاف الإناث في وطننا. أعرض تجربة شخصية حدثت لي في أحد فنادق لندن إذ حدث لي اغماءة بعد يوم مرهق لم أتناول به كفاية من الماء. خلال أربع دقائق كان الإسعاف في الغرفة خلال هذه الدقائق كانت مسعفة على الهاتف توجه ابنتي حتى لحظة وصوله. المسعفان رجل وسيدة، تم قلب الغرفة خلال أقل من دقيقة لغرفة طوارئ، جهاز تنفس وجهاز ضغط وجهاز تخطيط القلب، مع ملاحظة أن المسعف الرجل بقي في الصالة الصغيرة أثناء قيام السيدة بوضع جهاز تخطيط القلب، منعا لشعوري بالإحراج (لاحظوا ذاك في لندن وليس في الرياض أو الدمام) كذا تم وضع المغذي لي ساعة قياس النبض والحرارة. عندما استقرت حالتي نوعا ما، تم نقلي لسيارة الإسعاف المتكاملة الخدمات، انطلقا بي للمستشفى القريب خلال أربع دقائق أخرى كنت في غرفة الطوارئ بالمستشفى خلالها تم عمل جميع التحليلات والتصوير المقطعي للقلب مع استمرار وصول المغذي لي. بعد ساعتين كنت في أحسن حالتي وكنت في سيارة أجرة عادية أعود لغرفتي بالفندق. لم أكن في جامعة ولم يسألني أحد عن هويتي ولا جنسي، السؤال الذي تكرر كل لحظة عن تاريخ ميلادي فقط ليعرفوا أنني في وضع ذهني عادي. هذه أعرضها لتكن تأكيدا على أن العمل الإسعافي الجيد. عبارة عن عوامل تتكامل سيارات مجهزة، مسعفين جيدين، طرق مؤمنة وسريعة، مهما كان الوقت. القصور لدينا في عمل الإسعاف هو قصور في الخدمات الصحية والتعليمية والنقل كلها مع بعضها، اما عامل الاختلاط فهو جزء من كل وذلك مقدور عليه، بوجود مسعفات قويات ومتميزات، بحيث تكون فرصة الحياة أقوى من احتمال فقدانها. اذا كان الموت قضاءً وقدراً فهو من الله لكن العجز من صنع البشر، خاصة في وطننا حيث نملك الكثير من مسببات الحياة لا الموت، وكل ما نحتاجه صبر جيد على عملية إعادة التخطيط لمؤسساتنا، بحيث تكون متكاملة من عدة نواح، ولعلي هنا أذكر أن لجامعة نورة سائقات في داخلها، وهذه الجزئية بالذات، هي التي ممكن أن تفيد كثيرا في حالة دخول سيارات الإسعاف لداخل الحرم الجامعي الإنثوي..بحيث تتولى سيدة قيادة سيارة الإسعاف داخل الحرم، مؤكدة عدم قناعتي بمسألة الفصل المميت، بنات الجامعة كبيرات في السن ويعرفن كيف يتصرفن في مثل هذه اللحظات الغالية لنفس بشرية. رحم الله كل فتاة فقدت بسبب من الأسباب السابقة، مؤكدة كل الأرواح الحية هي أمانة، وعلى المؤسسات العمل على المحافظة عليها. وهذا أول مبدأ من مبادئ حقوق المواطن، الحياة والهوية. وللجميع دعاء بالسلامة.