.. كتاب قيم فيه من العلم ما جعلني أستعيد قراءته لما احتوى عليه من فوائد شتى، فقد أملاه الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه وقام بتصحيحه والتعليق على حواشيه فضيلة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة مدير دار الحديث والمدرس بالحرم الشريف رحمه الله، وهو بعنوان : كتاب التوحيد المسمى الأدلة على الحكمة والتدبير والرد على القائلين بالإهمال ومنكري العمد وفي المقدمة يقول الشيخ محمد حمزة معرفا بالكتاب وأهمية موضوعه : كنت رأيت عند بعض الإخوان رسالة تسمى «التوحيد» للإمام جعفر الصادق رضي الله عنه، وعن آبائه، يذكر فيها آيات الله في الأنفس والآفاق، مما يثبت حكمة الله وعلمه وتدبيره لخلقه وينفي قول الملاحدة الدهرية الذين يقولون : بالصدفة والإهمال، وعدم التدبير والحكمة، وبالتالي نفي وجود رب العالمين. قرأتها حينئذ وأعجبني أسلوبها وقربها من مدارك الجمهور وسهولة فهمها على الدهماء مع أحقية ما جاء فيها من أدلة وبراهين، ثم تركتها بعد ذلك محفوظة لحين الحاجة إليها. وقد ظهر في هذه الأيام نكِرة يريد أن يعرف بالكفر ويظهر بإنكار وجود الله تعالى، حتى عده بعضهم من عميان الماسونية المسلطين على هدم مقدسات الإنسانية من خلقية وأدبية ودينية، وربطه بعضهم بكلاب صهيون أعداء الإسلام. فرأيت أن الحاجة ملحة لنشر هذه الرسالة القيمة، تثبيتا لإيمان من يقرؤها بفهم وروية، بل لا يخلو قارئها من فائدة تفيده في إيمانه بالله وحكمته وتدبيره، وبغض هؤلاء العمي الصم البكم الذين لا يعقلون. وقد صححتها على قدر الطاقة ووضعت عليها حواشي قد تروق لبعض الناس وأعتذر لمن لا تروق لهم، بالمثل المصري المشهور : لولا اختلاف الأنظار لبارت السلع في الأسواق ، فالسوق يجتمع فيه من يريد الملح ومن يريد السكر والمحتاج إلى الخبز أو اللحم أو الفاكهة، وناشد الكسوة والثياب .. الخ. حتى يعمر كون الله تعالى على ما أراده قال تعالى : (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون). والإمام جعفر هو جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ورحم الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة لما بذله من جهد لإصدار هذا المؤلف الجيد. آيــة : قال الله تعالى : (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره). وحديـث : في حديث قدسي رواه الإمام مسلم : «يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه».. شعر نابض : يارب .. ما لي سوى قرعي لبابك حيلة فلـئِـن ردِدت فـأي باب أقرع.