×
محافظة المنطقة الشرقية

بريطانيا وإيران تعلنان تعيين أول سفراء منذ 5 أعوام

صورة الخبر

عبد اللطيف الزبيدي هذه أروع أوبرا كوميدية في كل تاريخ الأعمال الأوبرالية، التي جاوزت الخمسة والعشرين ألفاً. حتى المؤلفون الموسيقيون المالطيّون لهم مئة، والموسيقى العربية لاتزال تؤذن في مالطا، أو كما يقول الفرنسيون: تبني قصوراً في إسبانيا. بعرض حلاق إشبيلية في دبي (2 سبتمبر/أيلول)، يمرّ قرنان على عرضها الأوّل سنة 1816 في روما. كان العرض تلك الليلة، قبل مئتي عام، مأساة. لم تكن قيثارة التينور (الصادح) في دور الكونت ألمافيفا مدوزنة، فواجه الصفير، وانهالت على المؤلّف روسيني صيحات الاستنكار، وهو خلف آلة الكلافسان، وتعثر الباص (الجهور) الذي يؤدي دور باسيليو أستاذ روزينا في الموسيقى، ووقع، فرعف أنفه، ولتتويج السخرية، عبر المسرح قط، فَعَلا مواء كل الحاضرين. في دبي، كان كل شيء على ما يرام. القاعة رائعة التصميم، سوى أن المقاعد أنسب لقاعة مؤتمرات، فالأوبرا عروض كلاسيكيّة يلزمها جوّ خاص، وتصحيح الديكور ليس عليه في الذوق من حرج. الاستخدامات المتعددة للقاعة موضع نقاش، فالاسم أهم: أوبرا دبي، ومقاييس دبي المعروفة. قبل رفع الستار، أدّت الأوركسترا الافتتاحية الخالدة التي أبدع روسيني فيها تصوير الشيطنة والدهاء. وهنا نرى أن موسيقانا العربية المتقوقعة في الطرب، لا تستطيع التعبير عن الأفكار. الهندسة الصوتية ارتكبت خطأ عندما ضبطت حجم صوت الطبل الكبير على المستوى الذي ستحتاج إليه في الفصل الأخير، للتعبير عن الرعد، فجاء في الافتتاحية مبالغاً فيه بغير مبرّر. هذه مسؤولية قائد الفرقة. وقد ظلّت الفرقة نصف ساعة، قبل العرض، تجرّب آلاتها، والجمهور يتجمّع في القاعة. كان الأولى إجراء ذلك في الكواليس. وقبل البدء ببضع دقائق يضبط عازف الكمان الأوّل الوتريات على كمانه. أمّا آلات النفخ الخشبية والنحاسية فلا دوزنة فيها، فلماذا الإزعاج؟ الأصوات كانت في المستوى. الباريتون (فيغارو) أبدع، السوبرانو (روزينا) بذلت جهداً متميزاً. روسيني كتب هذا الدور للكونترالتو (أعمق الأصوات النسائية)، ولكن قادة الفرق غالباً ما اختاروا السوبرانو (الأعلى) والمتزو سوبرانو (الوسيط). بارتولو، وصيّ روزينا (الباص)، وباسيليو، أستاذ الموسيقى (الباص)، فيوريللو، خادم ألمافيفا (الباص)، كانوا رائعين، وكذلك برتا العجوز (السوبرانو)، خادمة الطبيب بارتولو. أمّا التينور الروماني بوغدان ميهاي، فقد قدّم عرضاً تمثيلياً بديعاً، ولكن صوته كان منطفئاً يكاد يختفي عند القرار. ما الحيلة، فنحن نقيس التينور على بافاروتي، دومينغو وكاريرا؟ ما كل ما يتمنى الصوت يدركه. روسيني اختار، ساخراً، الكونترالتو لروزينا الفتاة الحسناء، والسوبرانو للخادمة العجوز، لمضاعفة المفارقات. الفرنسيون هم أوّل من جعل روزينا سوبرانو، فأصيب قادة أوركسترا كثر بهذه الحماقة، بينما أراد روسيني تحاشي طغيان الرومانسيّة على الدعابة. لزوم ما يلزم: النتيجة الأوبراليّة: متعة الأداء الجماعيّ البديع، تنسيك التفاصيل، وذلك ما يبقى في الروح والذاكرة. abuzzabaed@gmail.com