حادثة بشعة، لعلها أبشع حادثة يمكن أن تقع لطفل بريء، وقعت الحادثة لأحد أطفال منطقة القصيم قبل شهرين تقريبا، خرج الطفل قبيل الغروب من بيته متجها إلى بيت أقاربه المجاور، فهجمت عليه في الطريق كلاب مسعورة مشردة، وظلت تنهش جسده الصغير وهو عاجز عن مقاومتها إلى أن فارق الحياة! لقد تجمد الدم في عروقي وأنا أقرأ ذلك الخبر، لم أستطع تخيل ذلك الطفل ذي السنوات التسع وهو يصارع الموت والألم تحت أنياب الكلاب المطبقة عليه، لم أصدق نفسي لفرط بشاعة ما قرأت، كيف يحدث هذا؟ أين يعيش هذا الطفل الصغير؟ أليس من المفترض أنه يعيش داخل نطاق مدني وليس داخل غابة مملوءة بالوحوش والمخاطر؟ أليس من المخجل أن تنقل الأخبار عنا أن أطفالنا يقتلون بأنياب الكلاب حيث لا أحد يحميهم منها؟ إن وجود مثل هذه الكلاب المسعورة تجول في الطرقات وتهاجم المارة، هو تهديد لأمن الناس، مثله مثل وجود قطاع الطرق واللصوص وخاطفي الأطفال والنساء، وغيرهم من المجرمين؟ فلم لم تقم أمانة المنطقة بواجبها تجاه توفير السلامة والأمن للسكان فتقضي على تلك الكلاب؟ لم لم تفعل؟! ما تقوله الأخبار أن والد الطفل رفع دعوى ضد الأمانة يطالبها بدفع ثلاثة ملايين ريال تعويضا له عن فجيعته بفقد طفله على تلك الصورة المؤلمة، لكن الأمانة تبرأت من مسؤوليتها عما حدث للطفل، ولم تر في تركها الكلاب المسعورة مشردة تجوب الطرقات، تقصيرا منها! كان رد الأمانة كما يقال في المثل العامي «شين وقواية عين»، إن أضعف الإيمان الاعتراف بالخطأ، والسعي إلى تصحيح ما وقع قدر الإمكان، وليس المراد بالتصحيح مجرد دفع المال لأهل الطفل، فثلاثة ملايين إزاء فقد والد لولده بدم بارد كما في هذه الحادثة، لا تعني شيئا على الإطلاق، هي لن تطفئ شعلة الغيظ والقهر والحسرة التي تصطلي بها كبده جراء ما حدث، مال الدنيا كله لا يعوض والد عن فقد ولده، ويعرف ذلك كل أب وأم، بما فيهم المسؤولون في أمانة القصيم. لكن من تصحيح الخطأ المبادرة إلى تطهير الطرقات من تلك الوحوش المنفلتة التي تهدد أمن الناس وتبعث الرعب في قلوبهم؛ فالطرقات معبر للضعيف والعاجز ووجود قوافل الكلاب المسعورة تذرع الطرقات يجعلها غير آمنة. فيا أيتها الأمانة لتكن لديك أمانة حقا، اعترفي بالخطأ وقومي بالتصحيح. azman3075@gmail.com للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة