عندما كنا مجتمعين عند أحد الجيران نشاهد افتتاح أولمبياد 2016، وكان من بيننا الشباب وكبار السن، خرج على الشاشة الفريق الأولمبي السعودي، وكانوا يلوحون بالأعلام الخضراء ويتقدم المشاركين بناتنا، قام الجميع كرجل واحد لا شعوريا، بدأوا بالتصفيق حتى إن البعض كاد أن يبكي من فرحته بهذا المشهد الرائع الذي يعبر عن أمتنا، وبالتالي ليس الهدف الفوز بالميداليات الذهبية، وإنما مشاركة بناتنا وشبابنا ورفع العلم السعودي عاليا، وترجمة نهضة بلادنا وتقدمها أمام الأمم المشاركة وهو الفوز بحد ذاته. لاقت هذه الخطوة التي لا أشبهها إلا بخطوة افتتاح مدارس البنات، آراء متباينة بين مؤيد ومعارض، المؤيدون أرادوا لهذه الأمة الخروج من قوقعة الأبواب الموصدة، والمعارضون أخذوا يرمونها تارة على الدين وتارة أخرى على العادات والتقاليد، مع العلم أن العادات والتقاليد في الألفية الثانية ليست عادات القرن العشرين، وهناك عادات أصبحت من الماضي، كما أن الدين لا يحرم بنات الإسلام من الرياضة، وعائشة رضي الله عنها كانت تتسابق مع المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، وعندما أخذوا يتذرعون باللباس فاجأتهم بناتنا باللباس السعودي المحتشم والأصيل وبين أيديهن العلم الأخضر المجيد، يحملن أمل الأمة السعودية بكاملها، ألا يستحقن التكريم والتشجيع منا جميعا، مؤسف أن بعضنا يقول المشاركات بأولمبياد 2016 لا يمثلني، بينما المحتسبة التي قامت بقطع أسلاك الكهرباء على حفل النساء بحجة وجود نساء يرقصن هي من تمثلهم؛ حيث نجدهم في مواقع التواصل الاجتماعي يمجدونها ويدعمونها ويتبرعون لها بالمبالغ المالية تشجيعا لها على فعلتها المشينة. معظم العالم العربي والإسلامي ناهيك عن العالم أجمع يكرسون إعلامهم ومواقع التواصل الاجتماعي لخدمة فريقهم الأولمبي المشارك، ويتفقون معا لتأييدهم ونصرتهم، ونحن بدل أن نفتخر بأبنائنا وبناتنا مازلنا بين مؤيد ومعارض ونختلق الأعذار التي لا تصب في مصلحة مملكتنا الغالية، ولكن إذا أصبح هذا ديدننا اليوم فأجزم أننا لن نصل إلى طموح أبنائنا وبناتنا غدا، وسوف يسبقنا العالم شئنا أم أبينا، ونحن سوف نظل «محلك سر»، ولن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام.