اختصرت فحوى الحديث الشريف أعلاه، قائمة طويلة جداً من المحاذير التي عادة ما يتم إخضاع أكثرها للأبحاث والدراسات و(اللّت والعجن)، بينما هي في حقيقة الأمر لا تحتاج إلى أكثر من إخلاص النوايا في العمل على عدم الوقوع فيها مجدداً، وذلك من خلال الحرص على استخلاص العِبر والعِظات من تجارب الماضي، كما أن من الأمثال الدارجة ما يصب في ذات السياق والمعنى مثل قول أهلنا في الجنوب: (من غشّنا مرة حسبنا الله عليه، ومن غشّنا مرتين حسبه الله علينا) وهو ما يعني أن من لم يستفِد من الدرس الأول، سيكون هو المسؤول عن تبعات تكرار الوقوع فيه لاحقاً، وبذلك يكون هو الجاني على نفسه. هنا لسنا بحاجة إلى إعادة التذكير بما جرّته تبعات تجربة انتخابات مجلس إدارة اتحاد الكرة على كرتنا الخضراء من كوارث ومآسٍ لا حصر لها، فهي معروفة لدى الصغير قبل الكبير ؟!. للعلم : الانتخابات في حد ذاتها لا ذنب لها في ما حدث، فهي كانت، وما تزال مطلب الجميع، بل ضرورة، وإنما العيب الذي تحول لاحقاً إلى ذنب، إنما يتمثل ويتجسّد في الكيفية والطريقة التي أفرزت لنا هذا المجلس وفرضته لقيادة منظومة كرة القدم لدينا، لذلك شهدت الساحة ما شهدته من العجائب، وإن شئت فقل (المعايب والمصائب) على مدى أربع سنوات مضت، لعل آخرها تغريدات الاعتذار عن تسريب المخاطبات والتطوع - مجاناً - بتحمل مسؤوليتها وأوزارها رغم تعدد المصادر المحتملة للتسريبات؟!!. وبما أننا على أعتاب توديع تجربة انتخابية فاشلة بكل المقاييس غير مأسوف عليها، وعلى أعتاب خوض تجربة جديدة وقد تعرّفنا عن كثب على (الجحور) التي (لُدغنا) منها كثيراً، وبما أن المتوافر من المعلومات حول المرحلة الجديدة لا يبشر بالتخلص من مصادر (اللدغ) إياها، فإنّ الشهامة والمروءة، وكل الأعراف تفرض على من يهمه أمر الوضع (البائس) لكرتنا بضرورة العمل على عدم وجود مجلس إدارة عبارة عن (موظف) لدى الجهة التي (ستُكسّبه) وتمكّنه من إدارة شؤون هذا المرفق الهام المعني بالشريحة الأعرض من المجتمع، كما حدث خلال السنوات الأربع (التعيسة) الماضية ؟!. اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد. من سيدافع عن شرف منافساتنا؟! مؤخراً فقدت الكرة السعودية مقومات المنافسة على تحقيق الإنجازات سواء (إقليمياً أو قارياً أو دولياً) إلاّ لماماً، هذه حقيقة لا جدال ولا خلاف حولها، فهل تفقد معها مقومات شرف التنافس والمنافسة في أعين الآخرين خارج الحدود؟؟. هذا السؤال، والسؤال الكامن في عنوان هذا الموضوع، المعني بهما الشرفاء والعقلاء في وسطنا الرياضي بكل تأكيد، لا طابور (التنابلة) ولا تربيطات قروبات (خيخة) وحليفاتها، ولا من يسترزقون في وحلها من خلال الاضطلاع بمهمات احتضان وتبنّي ودعم كل من ينهش في شرف منافساتنا، والمنافحة عنه بشتى الطرق والوسائل، وهذه حقيقة أخرى ماثلة ولا جدال حولها؟!. الحقيقة الثالثة الماثلة: هي أن سمعة الكرة السعودية تعرّضت خلال السنوات الأخيرة لموجات عاتية من التشويه المتعمّد على أيدي بعض مسيريها ومنسوبيها سواء بالأفعال أو بالأقوال، من عينة ما (تقيأه دكتور الشم والدناءة) بحق المنظومة المغلوبة على أمرها، والجيش الذي هبّ للمنافحة عنه سراً وعلانية بغية إخراجه من ورطته التي وضع نفسه فيها؟!. الحقيقة الرابعة التي لم نعرها أدنى اهتمام هي أننا لسنا في معزل عن أنظار وأسماع المنافسين إقليمياً وقارياً، وأن ما يجري بين ظهرانينا وما نتعاطاه ونتداوله عبر وسائلنا الإعلامية المختلفة من تشويهات بحق كرتنا، هي محطّ أنظارهم وأسماعهم، وبالتالي فلن يكون بمقدور كائن من كان، مسؤولاً أو غير مسؤول مستقبلاً، أن يدافع عن شرف منافساتنا أمام أي اتهامات قد تصدر من أي جهة منافسة جراء أي اختلاف حول قضية ما، كأن يقال له (رح نظّف نفسك ومسابقاتك أولاً وبعدين تعال تكلم)، مستشهداً بما ظللنا نوفره له - عن طيب خاطر - من كمّ المعطيات التي تديننا على طريقة (من فمك أدينك)، عندئذ لن يجد أسلم من أن (يبتلع لسانه) ويصمت، والسبب أننا تخاذلنا كثيراً في الأخذ على أيدي معاول الهدم والتشويه منذ البداية، أي مع إطلالة برنامج (خط الستة) وأشباهه من المنابر التي انحصرت مهماتها في تشويه الكرة السعودية والمجتمع الرياضي السعودي بصفة عامة، لذلك كان من الطبيعي أن تنمو وتتكاثر المصادر والمعاول من ذلك النوع، لاسيما في ظل وجود من يدفع ومن يقبض!!. وستكون المصيبة الكبرى لو نجحت مساعي (دفن) قضية (البخاري) كما يبدو بكل ما تحمله من (روائح)، على غرار قضايا سابقة دُفنت أجساداً وبقيت آثاراً؟!!. شوارد أستاذ القانون يستعين بخدمات (سارق المقالات) لإخراجه من ورطته، كيف تجي هذي؟!!. بالمناسبة : ليس بالضرورة أنّ كل كنية أو صِفة مسبوقة بحرف الـ(د) تكون ذات قيمة عالية، خذوا مثلاً (دلخ) (دجاجة صقعا) (دلو) في لهجتنا، و(دهُلّ) (دلدول) في لهجة أهل مصر، و(دِب) يعني غبي، في لهجة أهل الشام، وعليكم القياس. حبذا لو يتم انتداب (العضو الشمام) للمشاركة في فعاليات (عيد شم النسيم) لعل التعمق في شم (الفسيخ) يمنحه القدرة على المزيد من (الشمشمة) مستقبلاً. يا مسؤول القناة الناقلة: علِّم (جعفر الصليح) وبقية بشكة التعليق كيفية نُطق اسم (عمرو)، فشّلتونا، وإذا كنت تعاني من نفس المشكلة اسأل، فالسؤال (ما هو عيب)، العيب كل العيب أن ابن الجزيرة العربية لا يتقن نطق الأسماء العربية الشهيرة مثل (عمرو)!!. البقاء لله أحرّ وأصدق التعازي والمواساة للوسط الرياضي عامة، وللعميد ومنسوبيه، وأُسرة الفقيد (أحمد عمر مسعود) خاصة. أسأل الله جلّ في علاه أن يتغمّده بواسع رحمته ورضوانه، وأن يلهمنا جميعاً الصبر والسلوان. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.