قامت الباحثة السعودية "سهوب طارق بغدادي"، في جامعة وين ستيت الأمريكية، باختبار التجربة اللغوية التي أجرتها البروفيسورة "جين بيركو" في جامعة هارفارد، عام 1958، والتي تنص على أن الأطفال من أعمار صغيرة، لديهم قدرات لغوية ذاتية، تجعلهم يفهمون الكلمات والقواعد النحوية في أعمار مبكرة. وتتلخص التجربة في استحداث كلمة لا وجود لها، تقوم بتقديمها للطفل مع صورة توضح هذه الكلمة، ومعاملة الكلمة كما لو كانت كلمة حقيقية، استخدمت فيها كلمة "وق"، وهو مخلوق لا وجود له، فيقول الشخص هذا "وق" يلعب في الحديقة، ومن ثم يأتي بصورة أخرى بها زوج من نفس المخلوق، ثم يسأل الطفل "كم وق لدينا هنا؟"، سيقوم الطفل بالإجابة التالية "لدينا 2 وقز"، حرف الزاء يدل على صوت حرف S في اللغة الإنجليزية، والذي يضاف إلى آخر الاسم للدلالة على الجمع، وقد أعطى جميع الأطفال نفس الإجابة وبطريقة عفوية، مما يدل على أن قواعد اللغة مبنية داخل عقل الإنسان، وأن جميع الأطفال يولدون بها. تجربة قمر وقد طبقت الباحثة "بغدادي" التجربة على ابنتها "قمر"، ولكن بشكل مختلف، فقد قامت باختبار الأفعال عوضا عن الأسماء، باستخدام فعل لا وجود له في اللغة الإنجليزية وهو "توورد" Twerd، ولم تخبر الطفلة بمعنى الفعل، رغبة منها في جعل الطفلة تستنتج المعنى من سياق الكلام، والموقف. تقول الباحثة استخدمت الفعل للمرة الأولى مع الطفلة عندما كانت تبلغ من العمر عامين فقط، عندما تقوم بأي شيء سواء فعل يتطلب مجهودا حركيا مثل تنظيف الأسنان أو المشي أو ترتيب غرفتها أو إنهاء الطعام، أما مع الأفعال التي تتطلب مجهودا ذهنيا وتفكيرا على سبيل المثال عند سؤالي لها: ما أول حرف في كلمة برتقال؟ فإن لم تجب أقول لها توورد فهذه الكلمة تجعلها تجيب بسرعة. الفعل لا معنى له، ولكنه يدل على تغيير السرعة من بطيء إلى سريع أيا كان العمل الذي تقوم به. إضافة إلى أنه تم اختبار الفعل بطرق أخرى كوضع وتصريف الفعل في الزمن الصحيح "مضارع وأمر وماض". تصريف الفعل الطفلة قادرة على تصريف الفعل مع الزمن الذي يناسبه، وذلك إما بزيادة الأحرف اللازمة على الفعل أو إعادة الفعل إلى صيغته الأساسية، وهنا مثال على موقف واحد يحتوي على أزمنة مختلفة: عندما ترتب الطفلة غرفتها أقول لها "توورد توورد" بصيغة الأمر فترد الطفلة: أنا تووردنق، وآخر الكلمة تعني الاستمرارية في الفعل "مضارع" وبعد فراغها من الترتيب تقول لي"أمي أنا توورديد بقدر ما استطعت "ماض". ذكرت بغدادي أنها قررت سؤال طفلتها مباشرة عن معنى الفعل بعد مرور ثلاث سنوات على بدء التجربة، أي أن عمر قمر الآن خمس سنوات. فكان السؤال والإجابة كالاتي: "ما معنى توورد يا قمر؟ فأجابت قمر: "لحظة من فضلك، أعتقد أنها تعني أفعل الشيء ولكن بسرعة".