×
محافظة المنطقة الشرقية

الزراعة: المملكة تستغل 3% فقط من مواردها المُتاحة للاِستزراع المائيّ

صورة الخبر

علاقات العمل أو العلاقات المهنيّة professional relationships هي شبكة من التفاعلات تنشأ بين الأفراد في مؤسسات العمل المختلفة. ودعونا نبدأ بالعلاقة بين زملاء العمل، ونتساءل عن مدى نجاحنا في بناء علاقات إيجابية في محيط العمل بين الزملاء، بما يجعل بيئة العمل أكثر إنتاجاً وتفاهماً وتعاوناً وتؤدي إلى الاستقرار النفسي والوظيفي. وهناك نوعان من العلاقات التي تنشأ في بيئة العمل، علاقات شخصية وعلاقات مهنية، والعلاقات الشخصية تقوم على المودة والتفاهم وهي علاقة أكثر استمرارا، والعلاقة المهنية تهدف إلى إنجاز العمل فقط، وبانتهاء العمل تنتهي العلاقة بين الطرفين، ومع أهمية العلاقة المهنية في بيئة العمل، إلا أن نجاحها يتضاعف بانسجام العلاقات الشخصية. تمر علاقات زملاء العمل بأحوال مختلفة من الضغوط والأزمات والانفعالات، وهذه الظروف تتأثر بسلوك وتصرفات زملاء العمل كما تتأثر بطريقة إدارة العمل من قبل المسئول، فالمحاباة التي يبديها لبعض موظفيه تعطي المجال للغيرة والدسائس، فتنقلب بيئة العمل من بيئة تعاونية من أجل مصلحة العمل، إلى بيئة صراعات شخصية ومحاولة اقتناص الفرص بطرق غير سوية. ويعد بناء علاقات جيدة في العمل أفضل وسيلة لتعزيز إنتاجية الموظفين وخلق بيئة عمل مريحة، كما أنه ضروري لتحقيق النجاح المهني، وزيادة رضا الموظفين وولائهم تجاه المؤسسة التي يعملون بها. وميزان النجاح في تحسين العلاقات بزملاء العمل ينهض على عدة مرتكزات منها: 1- جودة الاتصال: يعد الاتصال أهم ركائز نجاح المؤسسات واستمرار حيويتها ونشاطها، فالاتصال هو الذي يصنع النجاح أو الفشل أو يسهم في بناء فريق العمل أو يهدمه. وقد دعانا القرآن الكريم إلى تحسين لغة التحدث مع الآخرين بأفضل أسلوب ممكن، {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} سورة الإسراء[53]. ونحن بحاجة إلى تدريب وممارسة لمهارات الاتصال، وهي مهارات قابلة للتحسن مع تراكم الخبرات. 2- الاحترام: كلنا يحرص على أن يُعامل بكرامة واحترام. وقد نهانا الإسلام عن احتقار الآخرين، في الحديث ((وكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا، -وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ)) [أخرجه البخاري ومسلم]. 3- الثقة: هي حجر الزاوية عند التعامل مع الناس في العمل. وهي أمر حاسم لتشكيل علاقات داعمة تمكن من الإنجازات والتقدم، ولبناء الثقة نحتاج إلى أخلاقيات جوهرية وليس إلى مجاملات شكلية. يقول السلمي رضي الله عنه: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا بِطَهُورٍ فَغَمَسَ يَدَهُ فِيهِ فَتَوَضَّأَ، فَتَتَّبْعَنَاهُ، فَحَسَوْنَاهُ (شربناه)، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ: مَا حَمَلَكُمْ عَلَى مَا صَنَعْتُمْ؟ قُلْنَا: حُبُّ اللَّهِ تَعَالَى وَرَسُولِهِ، قَالَ: فَإِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ يُحِبَّكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولَهُ، فَأَدُّوا إِذَا ائْتُمِنْتُمْ، وَاصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَحْسِنُوا جِوَارَ مَنْ جَاوَرَكُمْ».[ رواه الطبراني]. 4- التناصح: عندما تتقبل الملاحظات الإيجابية أو المشورة من الاشخاص الذين يهتمون بك فهذا يحفزك على التحسين المستمر، وكذلك عندما تقدم نصحك لهم على انفراد، هذا أسلم بكثير من أسلوب الغيبة التي تذكر فيه العيوب لغير صاحبها أومن أسلوب الانتقاد السام الذي يهدم ولا يبني. وعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم قيمة النصيحة بقوله: (الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ قُلْنَا: لِمَنْ يَارَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: للهِ، ولكتابه، ولِرَسُوْلِهِ، وَلأَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ، وَعَامَّتِهِمْ)) [رواه مسلم]. 5- التعاطف والشعور المشترك: التعاطف هو القدرة على أن تشعر بما يشعر به الزملاء من خلال فهم نفسياتهم ومعايشتهم مما يوجد نوعاً من الوفاق والألفة بين زملاء العمل، وهذا مثل المجتمع الإيماني كما يبدو في البيان النبويَ: ((مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى)) [أخرجهما البخاري مسلم]. 6-التعاون: العمل بروح الفريق يُجسِّد مبدأ التعاون بمفهومه المتجدد؛ حيث صار يُقاس مدى نجاحِ أيِّ مؤسسة أو إخفاقها بمقدار التعاوُن القائم بين أفرادها، ولذلك أمرنا به الله تعالى في قوله: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى) المائدة:[ 2 ]. 7-التلطف والدعابة، الملاطفات لها أثرها المحبب على التقارب بين الزملاء حيث تقضي على الملل وتلطف الجو العام أثناء العمل. وليس مستغربا أن يداعب الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه، حتى يقولوا له: ((يا رسول الله إنك تداعبنا! قال: إني لا أقول إلا حقاً)) [رواه الترمذي]. من خلال هذه المرتكزات حاول أن تزن علاقاتك بزملاء العمل، وشاركهم الطموح في أن تكون بيئة العمل منتجة ومتوافقة ومتوازنة.