أحمد اللاوندي (*) أُحِبُّ شوارعَ قريتِنا، والسَّواقيَ لمَّا تدورُ هُناكَ، أُحِبُّ انطفاءَ المصابيحِ إلا قليلاً.. بحَيِّ (الدِّريسةْ)، ويُطربني في الصَّباحِ.. غناءُ الجميلاتِ وَسْطَ الحُقولِ، وأفْرَحُ حينَ يَمُرُّ القطارُ.. بطيئًا.. عَلَى أهلِنا الطَّيِّبينَ.. وهُمْ يستريحونَ وَقْتَ الظَّهيرةِ.. تَحْتَ الشَّجَرْ هُنا.. كانَ جَدِّي يقولُ.. لسائقِ هذا القِطارِ: تَفَضَّلْ فينزلُ (مينا).. ليأكلَ مِمَّا لديهمْ يَصُبُّ لهُ الشَّايَ.. طِفْلٌ.. فيشربُ مُبتسمًا ثُمَّ يُلْقِي السَّلامَ.. عليهمْ، ويمضي خُذِي ما لَدَيَّ، وقُصِّي عَلَيَّ الحكايةَ جَهْرًا، وقولي: لماذا المُدُنْ.. دائمًا.. قَلْبُها مِنْ حَجَرْ؟! ____ (*) شاعر مصري