تم – المدينة المنورة شارك الآلاف من الحجاج والمواطنين والزائرين للمدينة المنورة، بأداء صلاة الجمعة الأخيرة من ذي القعدة بالحرم النبوي، بإمامة الشيخ الإمام عبدالباري الثبيتي. وركز الثبيتي، في خطبته على فضل العشر من ذي الحجة، مشيرًا إلى أنه ميدان سباق في البر والطاعة، مبينًا أهم معالم رحلة الحج إلى جانب المناسك العبادية الجامعة والمبادئ البالغة التي خاطب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين في حجة الوداع، مشيرًا إلى أنها مبادئ سكبت مع عباراتها دموع الوداع، ومن أجل ذلك سميت حجة الوداع، وفيها حذر من الشرك وكل أعمال الحج تدعو إلى توحيد الله في أسمى صوره، وأجل معانيه. وأضاف في خطبة الوداع يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا)، وهذه مبادئ خالدة لحقوق الإنسان وصيانة الدماء والأموال والأعراض، موضحا من مبادئ حقوق الإنسان في الإسلام أنه لا يجوز أن يؤذي إنسان حضرة أخيه، ولا أن يهان في غيبته سواء كان الإيذاء للجسم، أو للنفس بالقول أو الفعل، وحرم الإسلام ضرب الآخرين بغير حق، ونهى عن التنابز والهمز واللمز، والسخرية والشتم. وشدد على أن الإسلام كفل الاحترام للمسلم بعد مماته، ومن هنا أمر بغسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه ونهى عن كسر عظمه، أو الاعتداء على جثته وإتلافها، مبينًا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبة الوداع فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله. وأشار إلى أن الدين الحنيف حفظ للمرأة حقوقها وكرمها أُمًا وزوجة وبنتًا، وجعل جسدها حرمة لا يجوز النظر من أجنبي إليه بعد أن كان للجميع حقًا مشاعًا أعطاها حق الإرث وحق العلم، لافتا إلى أن لله في بعض الأيام المباركة نفحات ينالها الموفقون من عباد الله ومن تلك الأيام أيام عشر ذي الحجة. وأكد أن أيام العشر من ذي الحجة ميدان سباق في البر والطاعة، والاجتهاد في الذكر والدعاء وتعظيم الله، ومما هو مشروع في هذه الأيام: الإكثار من صلاة النافلة والتهليل والتكبير والتحميد وقراءة القرآن والصدقة على الفقراء والمحتاجين وإغاثة الملهوفين، وبر الوالدين وقيام الليل ومن الأعمال صوم غير الحاج ما تيسر له من أيام العشر خاصة يوم عرفة. وتابع مما يشرع تكبير الله تعالى وتعظيمه، فالتكبير المطلق هو الذي يكون في جميع الأوقات من ليل أو نهار إلى صلاة العيد، أما التكبير المقيد فهو الذي يكون بعد الصلوات المكتوبة التي تصلى في جماعة، ويبدأ لغير الحاج من فجر يوم عرفة وللحاج من ظهر يوم النحر، ومن أراد أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة فلا يحل له أن يأخذ شيئًا من شعره أو أظفاره حتى يذبح أضحيته. واختتم بالدعاء لولاة الأمر، حفظهم الله، وأن يديم الله الأمن والأمان، وأن يسهل على الزوار حجهم، ويعيدهم إلى ديارهم سالمين غانمين.