تابعت قبل أيام بحماس فعاليات أولمبياد ريو التي استمرت 16 يوماً، تنافس خلالها أكثر من عشرة آلاف رياضي يمثلون 207 دول في 32 لعبة مختلفة، وشهدت توزيع 974 ميدالية، حصدت الولايات المتحدة وحدها منها 121 ميدالية، بفارق كبير عن الدولة التي تليها وهي بريطانيا التي حصلت على 67 ميدالية، وبلغ عدد الدول التي شاركت ولم تحقق أي ميدالية 120 دولة. السباح الأمريكي فيلبس حصل وحده على 5 ميداليات ذهبية وميدالية فضية ليصبح رصيده من الميداليات الأولمبية 28 ميدالية، علماً أن عدد الأشخاص الذين تابعوا حفل الافتتاح بلغ 350 مليون شخص. الرياضة أصبحت عشقاً عالمياً ساهمت فيه العولمة وتطورات التكنولوجيا بشكل كبير، حتى إنه أصبح من غير المستغرب أن يتجاوز عدد عشاق نادٍ أجنبي في بلد عدد عشاق أندية البلد نفسها. ومن الأندية ذات الشعبية العالمية برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد، وكمثال لذلك تلقيت قبل أيام اتصالاً من ابني الذي يدرس في بوسطن يطلب مني السماح له بالسفر لحضور مباراة السوبر الأسباني بين برشلونة وأشبيلية، وفعلاً ذهب وحضر المباراة، وكانت تلك فرصة له للتعرف على معالم أسبانيا وثقافتها وشعبها. بقليل من التمعن اذاً نجد أن الرياضة لم تعد مجرد لهوٍ وترفيه، ولكنها أصبحت قوة ناعمة لا يستهان بها. وفي مقال بعنوان «القوة الناعمة للرياضة» نشرته British Council وهي منظمة تهدف لإيجاد أرضية صداقة وفهم متبادل بين الشعب البريطاني وباقي شعوب العالم، تم تناول استضافة بريطانيا لعدد من البطولات الدولية ومنها بطولة العالم للركبي وأولمبياد 2012 وبطولة الكومنويلث 2014، والأثر الإيجابي الذي حققته تلك الاستضافات في تدعيم النفوذ الدولي لبريطانيا. وتطرق المقال أيضاً لعدد من مصادر القوة الناعمة البريطانية ومنها بيكهام وجيسيكا هيل، والويمبلدون، وبطولة الدوري الممتاز Premier League الذي يتابعه 4.7 مليار شخص، والذي وصفه المقال بأنه أنجح الصادرات البريطانية. وكذلك فريق مانشستر يونايتد الذي ذكرت دراسات أن 10% من سكان العالم يشجعونه. كما خلصت دراسة أجرتها Kings Collage بأن تلك الشعبية الرياضية كانت مصدراً قوياً ساعد في تحقيق أهداف الدولة البريطانية، فأولمبياد لندن مثلاً تابَعه أكثر من 50% من سكان العالم وزاد كثيراً من اهتمام شعوب العالم الإيجابي ببريطانيا. الدراسة التي شملت 11 دولة ذات أهمية استراتيجية لبريطانيا سياسياَ وتجارياً أظهرت أن 36% من سكان تلك الدول جعلتهم الأولمبياد يرون بريطانيا أكثر جاذبية، وذكر 35% أنها شجعتهم لزيارتها. سطر واحد أخير بعد هذه المقدمة الطويلة حول أهمية الرياضة هو: أين تقع رياضتنا على خارطة العالم كدولة مؤثرة لا تنقص رياضتها الإمكانات البشرية والمادية؟ وأنا حين أتحدث عن الرياضة السعودية لا أعني كرة القدم فقط بل كافة أشكال الرياضة وعلى رأسها «أم الرياضات» ألعاب القوى.. أم القوة الناعمة.