استمع ابن الديرة ما زلنا في دولة الإمارات نعيش وهج وتداعيات الزيارة التفقدية المبكرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لعدد من دوائر حكومة دبي، ولقد شعرنا جميعاً بالفخر والاعتزاز ونحن نتابع أصداء الزيارة في وسائل الإعلام خصوصاً العالمية، وكذلك على نطاق واسع في المواقع الإلكترونية، ثم رأينا كيف تكامل الموضوع بإجراء تغييرات إدارية نحو دماء جديدة في بلدية دبي، ومجريات ونتائج جلسة العصف الذهني لمحمد بن راشد مع فريق عمله. في العصف الذهني أكد سموه أن العمل الحكومي حياة كاملة، وهذا حيوي ومهم جداً. العمل الحكومي خصوصاً في مكان وزمان الإمارات عمل كامل لا يحتمل النقصان أو التقصير، وإذا كانت الأهداف الكبيرة معلنة والتوجهات واضحة ومسارات وآليات العمل قريبة، فلا مكان لتخاذل أو تقاعس أو تأخير. يصر محمد بن راشد على ضخ دماء جديدة في أوساط القيادات الإدارية بشكل دائم، كما أنه لا يفصل العمل اليومي عن العمل الاستراتيجي، ولا يفصلهما عن حتمية وضرورة تنمية الذات، خصوصاً عبر التدريب والتعليم المستمرين. تكمل المشهد زيارة محمد بن راشد لوزارة التربية والتعليم واعتماده مشروع تغيير التعليم عبر مفردات وعناصر جديدة غير مسبوقة. لدينا، هذه المرة، مشروع تغيير تعليم واضح ويحظى بدعم القيادة والحكومة، ولا أحلام بعيدة أو مستحيلة، فإذا سأل سائل متى يتحقق ما وعد به وزراء التعليم الثلاثة في الإمارات؟، كان الجواب حاضراً: لا وعود مؤجلة أو بلا أسقف زمنية محددة، ومعظم الوعود يتحقق الآن، في هذا العام الدراسي الذي بدأ. نعود إلى أساس الموضوع ولا أرانا ابتعدنا، فهذه قضية واحدة ومترابطة بالفعل. وجود قيادي مبادر ومثابر مثل محمد بن راشد على رأس حكومة الإمارات يسهل الصعب ويقرب المستحيل، وييسر طرق المستقبل، ولا حل إلا العمل الكامل المتسم بروح التضحية والوفاء، ولا حياة إلا المحبة مطوقة بالولاء، والعمل محلقاً إلى مجالاته الأبعد بأجنحة الانتماء. وكما أكد سموه فإن دولة الإمارات تقدر مواطنيها ولا تنسى عمل العاملين، لكن لكل مرحلة شروطها ومتطلباتها، ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى من يتعامل مع المستقبل بلغة المستقبل. القصد أن نتائج جلسة العصف الذهني مع فريق العمل يجب أن تعمم على جميع فرق العمل في بلادنا، فنحن، في البداية والنهاية، فريق عمل واحد وإن تعددت كثيراً الاهتمامات والاختصاصات. المهم التشبث بالروح الرسالية والقتالية التي دعا إليها محمد بن راشد في فضاء المكاشفة والشفافية والمعرفة، هذا إذا أردنا المحافظة على المنجز والارتفاع به أشواطاً بعيدة، وهذا إذا أردنا المضي في إحراز قصب السبق والحصول على المراكز الأولى والمتقدمة عالمياً في مختلف مؤشرات الأداء. بداية موفقة لموسم العمل الجديد على يد محمد بن راشد، والمطلوب وعي الدروس المستفادة، والإقبال على العمل وكأنه كل الحياة، فما الحياة خارج العمل؟ ebn-aldeera@alkhaleej.ae