أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور أسامة خياط المسلمين بتقوى الله ــ عز وجل ــ والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، وقال في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام: «الإسلام دين الحنيفية السمحة الموافقة للفطر السليمة، وهو دين أرسى الله به أسس النظام الاجتماعي والفكري، وكذلك هو دين مترابط ترابط البنيان الذي يشد بعضه بعضا لقوله ــــ صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)»، مؤكدا أن الإسلام حفظ الحقوق والأعراض حين حرم قتل النفس إلا بالحق وانتهاك الأعراض، وحرم كل ما ينتهك سلامة العقول من المسكرات والمخدرات، ومنع أكل أموال الناس بالباطل بكل صوره وألوانه، وحفظ لكل إنسان حقه وأوضح له واجبه في تشريع حقوقي فذ متفرد سبق كل ما فات من تشريعات وكل ما سنه البشر من قوانين لحفظ حقوق الإنسان لرفع قدره وصون قدره، وذكر أن الله شرع في الإسلام قواعد العدالة بين الخلق كافة، مسلمهم وكافرهم، عربيهم وأعجميهم، أسودهم وأبيضهم، كبيرهم وصغيرهم، ذكرهم وأنثاهم، وجعل الله قاعدة التفاضل بينهم هي تقواهم، ودعا المسلمين إلى الإخلاص لدين الله الذي أساسه عبادة الله وحده لا شريك له والاعتصام بحبل الله جميعا لتكون لهم السيادة والريادة والعزة التي كتبها الله لعباده. وفي المدينة المنورة، أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالباري الثبيتي، في خطبة الجمعة أمس، أن أمتنا اليوم بحاجة إلى الحكمة حتى لا تفقد قوتها وتضيع مكاسبها وتذهب ريحها، مضيفا أن الحكمة لا يمكن أن تتشكل إلا في إطار الكتاب ونور السنة وقيم الإسلام، وقد اتصف ربنا بالحكمة، ونبينا محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ مليء قلبه حكمة، ومهمته تعليم الحكمة، وأعماله كلها ملازمة للحكمة في أكمل صورها. وقال الثبيتي: «إن من الحكمة ترتيب الأولويات، ومن الحكمة التي لا يختلف فيها العقلاء العمل على وحدة الأمة ولم شملها وسد المنافذ التي تفضي إلى تفرق وتشرذم أبنائها وإنهاك قواها»، مستشهدا بقول الحق ــ تبارك وتعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين)، وأضاف: «إن الإعلام هو المنهج التطبيقي للحكمة بالتزامه المنهج الإسلامي ورقي الكلمة وسمو الهدف وطهارة المحتوى ونقاء الفكرة، كما أن من الحكمة التوظيف الصحيح للأجهزة الحديثة والتعامل الرشيد معها بتحديد ساعات الجلوس ونوعية المواقع وطبيعة البرامج للإفادة من أطايب ثمارها ولبناء سياج واق لديننا وأولادنا وقيمنا من أخطارها المحدقة ونيرانها المتأججة»، وذكر أن الاتصاف بالحكمة وتمثل معانيها مطلب أسمى يسعى إليه العقلاء، حيث يجعل الحكيم الأمور في نصابها يقدم في محل الإقدام، ويحجم في موضع الإحجام، ويدرك العلل والغايات ببصيرة مستنير، مضيفا أن الحكيم يعرف قدر نفسه فلا يرفعها فوق حقيقتها لأن ذلك كبر وغرور، ولا ينزلها عن واقعها وفي ذلك احتقار وإذلال، ولفت إلى أن الحكيم ينزل الناس منازلهم ويعرف قدرهم ويعذرهم ويشفق عليهم، فمن أخلص لله قلبه انبعثت الحكمة من أقواله وأفعاله وسدد الله لسانه وبصره، مضيفا أن الحكمة قد يساء فهمها وتطبيقها حين تلوح المصالح الشخصية والمكاسب الدنيوية، وقد تجعل مظلة للتنازل عن المبادئ والانهزام والتخاذل.