دكا - (أ ف ب): أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الاثنين وجود أدلة على ارتباط المتطرفين الذين يقفون وراء الهجمات الاخيرة في بنجلاديش بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، رغم نفي السلطات أي تواجد للتنظيم المتطرف أو أي شبكة جهادية دولية في البلاد. ونسبت السلطات الاعتداءات الأخيرة -ومن بينها عملية احتجاز رهائن في أحد مقاهي دكا الشهر الماضي وسلسلة اغتيالات ناشطين وافراد من أقليات دينية- الى «جماعة المجاهدين في بنجلاديش» الاسلامية المحلية. ولكن -عقب محادثات مع رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد أثناء زيارته التي تستمر يوما واحدا للعاصمة دكا- قال كيري انه «لا شك» في ان المتطرفين الذين ينشطون في بنجلاديش يرتبطون بنظراء لهم في سوريا والعراق. وقال: «هناك دليل على ان تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا لديه اتصالات مع ثمانية كيانات مختلفة في العالم، أحدها في جنوب آسيا». وأضاف كيري: «لديهم روابط الى حد ما ببعض العناصر هنا وقد قلنا لهم ذلك بشكل واضح خلال محادثاتنا. لا شك في ذلك». وكان تنظيم الدولة الاسلامية تبنى عملية احتجاز الرهائن الدامية في مقهى بالعاصمة في 1 يوليو والتي أدت الى مقتل 22 شخصا، ونشر صورا للمذبحة على الانترنت ظهر فيها منفذو الهجوم وهم يحملون أعلام التنظيم. إلا أن كيري دافع عن ادارة حسينة في مواجهة اتهامات بأنها تتجاهل طبيعة تهديد التطرف الذي تشهده بلادها. وقال كيري ان الولايات المتحدة تقف وراء بنجلاديش في قتالها ضد المسلحين الاسلاميين، وان البلدين اتفقا على زيادة التعاون بين اجهزة استخباراتهما. إلا أن كيري قال ان الديمقراطية هي المفتاح لمكافحة التطرف، فيما تتعرض بنجلاديش لضغوط بسبب حملة القمع التي تشنها ضد المعارضين والتي اعتقل خلالها آلاف النشطاء. وقال كيري امام نشطاء عماليين وقادة النقابات بعد محادثاته مع حسينة «على نفس الدرجة من الأهمية، يجب ان نفهم انه لكي نهزم الارهابيين علينا ان نحترم لا ان ننتهك المبادئ الديمقراطية التي نعتز بها والتي يكرهونها». وأضاف ان «الديمقراطية لا تزال هي المنبر الاكثر قوة وموثوقية الذي نملكه لمنع ومواجهة التطرف العنيف». وقبل بضع ساعات من وصول كيري قتلت قوات الامن شخصين تشتبه في انهما من جمعية المجاهدين في بنجلاديش في إطلاق نار في شربور بشمال البلاد كما قال غازي الرحمن المتحدث باسم الشرطة لوكالة فرانس برس. وأضاف «ان وفاتهما تأكدت بعد وصولهما الى المستشفى». وشنت الشرطة سلسلة من المداهمات على مخابئ المسلحين منذ الهجوم على المقهى، أدت الى مقتل 26 متطرفا. ورئيسة الوزراء متهمة من قبل خصومها بإنكار الطبيعة الفعلية للخطر الذي يحدق بالبلاد لاعتبارها تنكر وجود تنظيمات جهادية دولية على اراضيها بهدف تشويه سمعة المعارضين لها. وتواجه خالده ضياع زعيمة حزب بنجلاديش القومي المعارض الرئيسي سلسلة من الاتهامات بالفساد والفتنة وغيرها من التهم التي يقول انصارها انها تهدف الى إبقائها خارج الساحة السياسية. وقاطع حزب ضياء وحلفاؤه آخر انتخابات عامة جرت في 2014 بسبب مخاوف من تزويرها ما ترك الساحة فارغة لحزب حسينة. واعتقل آلاف النشطاء المعارضين في حملة القمع التي شنتها الحكومة العام الماضي عقب إغلاق وسائل المواصلات بدعوة من المعارضة والذي أدى الى مقتل العشرات في محاولة فاشلة لإجبار حسينة على الاستقالة.