تزداد المخصصات المالية التي يوفرها المقيمون العاملون في دولة قطر في كل عام في المناسبات والأعياد، ولاسيَّما مع حلول العيدين الفطر والأضحى المباركين وإن كانت أعلى بكثير في الأخير، إذ يتسم بمصاريف استثنائية تشمل ذبح الأضاحي بالإضافة إلى الملابس والعيديات وحلوى العيد وغيرها، حسبما أكد عدد من المقيمين الذين التقتهم «^». ولفت هؤلاء إلى أنه وبالرغم من أن عيد الأضحى المبارك يتزامن مع الإجازات الصيفية وسفر عدد كبير من المقيمين إلى بلادهم، وبدء العام الدراسي الجديد مما يرتب نفقات كبيرة على الأسر، إلا أن هذا لا يمنعهم من تخصيص مبالغ مالية ويقومون بتوفيرها قبل حلول العيد بفترة حتى لا تثقل كاهلهم، سيما لا يحبذون التخلي عن التضحية في العيد وتلبية متطلباته حيث يقيمون وفي بلادهم أيضا حتى يتسنى لذويهم الفرح به هناك. وأشار أولئك إلى أن نفقات العيد لا تقف عائقا بحد ذاتها أمام سفرهم إلى بلدانهم بل لأسباب أخرى تتعلق بظروف العمل وتنسيق الإجازات السنوية، وتكاليف السفر المرتفعة في عطلة الأعياد، مؤكدين أن ثبات أسعار الأضاحي في الدوحة يشجعهم على تخصيص مبلغ لها، كما يعد سعرها في بلادهم مرتفعا إلى حد ما ويتزايد باستمرار بالإضافة إلى المستلزمات الأخرى التي تخص المناسبة، ما من شأنه أن يرفع قيمة التحويلات الموجهة إلى ذويهم. نفقات الإجازات وفي هذا السياق، قال أحمد الحاج عبدالله: «أنا مقيم في قطر منذ سنة ونصف، لدي طفلان غير مسجلين في المدرسة بعد، لكننا عدنا حديثا إلى البلاد من الإجازة الصيفية والتي بطبيعة الحال تكلفنا نفقات كبيرة أثناء تقضيتها، وبالتأكيد نتحضر حاليا من أجل عيد الأضحى المبارك الذي يستلزم مصاريف خاصة، سواء من خلال شراء الأضاحي أو الملابس للأطفال والمعايدات وكعك العيد وغيرها». أسعار الأضاحي وأشار إلى أن أسعار الأضاحي تقريبا تشهد ثباتا بالقيمة خلال السنوات الأخيرة حيث تصل إلى 1400 ريال للأضحية الواحدة، أما مجموع تكاليف العيد كافة فهي تبلغ حوالي 4 أو 5 آلاف ريال شاملة لمختلف التجهيزات الخاصة به، لافتا إلى أنه يحاول توفير تلك المبالغ مسبقا خلال الأشهر الفائتة قبله، بالإضافة إلى مخصصات نرسل بها إلى الأهل مساهمة منا في مصاريف العيد وإشعارهم بفرحته. ولفت إلى أن نفقات العيد لا تقف عائقا أمامهم إذا ما رغبوا بالسفر لمشاركة ذويهم فرحة العيد وقضاء إجازته في بلادهم، بل إن السبب في ذلك تتمثل في ظروف العمل إذ إن العطلة تكون قصيرة لا تسمح بذلك، لافتا إلى أنه يخصص من 500 إلى 100 ريال تقريبا كحوالات للأهل بهذه المناسبة. مخصصات العيد من جانبه، قال محمد مصطفى: «أنا مقيم في قطر منذ 11 عاما، وخلال تلك المدة كنت أرسل لأهلي في كل سنة عند قرب حلول عيد الأضحى المبارك مبلغا خاصا بالمناسبة غير النقود التي أبعث بها في الأيام العادية، وتشمل تلك المبالغ مصاريف جميع مستلزمات العيد وهي تنقص وتزداد على حسب موعده حيث يتزامن أحيانا في منتصف الشهر وأحيانا في آخره». مبالغ استثنائية وأوضح أنه يقوم بتوفير مبلغ خاص بمناسبة العيد قبل حلوله حتى لا يثقل كاهله ولا ينتقص من تكاليف معيشته حيث يقيم، مشيراً إلى أنه يخصص ما قيمته حوالي 500 ريال لكنه يتحول إلى مبلغ استثنائي خلال العيد بما يقدر بـ4 آلاف إلى الأهل للاستمتاع به. كما لفت إلى أنه لن يتمكن من السفر إلى بلده في سبيل مشاركة الأهل في فرحة العيد، عازيا الأسباب إلى استنفاده مدة إجازته في أول العام الحالي وتكاليف السفر المرتفعة بالإضافة إلى أن الأوضاع هناك غير مستقرة وتشهد ارتفاعات كبيرة في أسعار السلع والحاجيات مما يرتب عليه نفقات عالية الأمر الذي يجعله يفضل تحويل مخصصات العيد إلى ذويه والاكتفاء بذلك. وقد شهدت سوق التحويلات المالية نشاطاً كبيراً في السنوات الأخيرة محققة نمواً متصاعداً ازداد عاماً تلو الآخر، ملبية بذلك احتياجات السوق القطرية من تدفق الأموال من وإلى قطر، لتواكب بذلك التنمية الاقتصادية الشاملة التي تشهدها الدولة، وتزداد التحويلات المالية من قطر في المواسم والأعياد، حيث ترتفع التحويلات المالية خلالها كل عام، حيث تشكل تحويلات العاملين فيها ما نسبته %6 من الناتج الإجمالي المحلي وقد ارتفعت قيمتها بالعام المنصرم 2015 إلى نحو 50 مليار ريال.;