×
محافظة المنطقة الشرقية

اقتصادي / منتدى الأعمال الصيني السعودي: رؤية المملكة "2030" تتكامل مع مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير

صورة الخبر

مازال لغز الاختفاء القسري لموسى الصدر يلفه غموض كبير وكثيف، وتتضاعف كثافته في الصمت المطبق الذي خيم على النظام الايراني عن البحث في قضية الاختفاء ما أثار شبهات شبه مؤكدة عن ضلوع النظام نفسه في مؤامرة الاختفاء التي غيبته في المجهول. نظام معمر القذافي المتهم الأول اعلامياً في الغياب والتغييب تبرأ من دم الضحية مستفيداً من الاهمال المتعمدّ والمقصود لنظام خميني وخلفائه بقضية الصدر. وآل الصدر اختاروا الصمت عن صمت ايران ونظام الولي الفقيه ايثاراً للسلامة وحرصاً على أنفسهم من عقاب النظام لهم فيما لو أشاروا أو لمحوا الى شيء من المسؤولية الاخلاقية التي لم يمارسها ولم يبادر بها النظام في تحريك القضية والدفع بها الى الصدارة. نديم قطيش في الشرق الاوسط تناول في عرض له ما كتبه أندرو سكوت كووبر في كتابه سقوط الجنة وما ورد من تفاصيل مهمة وخطيرة عن دور نظام خميني في التغييب والاخفاء لشخصية هي الاخرى لفها غموض كبير منذ ان ظهرت على سطح الاحداث في المشرق. فموسى الصدر الذي جاء من ايران عبر امتداد عائلي في العراق واختار جنوب لبنان لينطلق منه الى العمل السياسي العام مجبول على الغموض في كل المحطات التي مرَّ بها وعبر اليها. حتى المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الذي أسسه الصدر نفسه اختار الصمت بعد سقوط نظام القذافي وأصدر بيانات لا يتجاور تأثيرها الحبر الذي كتبت به، لكنه لم يبادر عملياً للبحث عن بقايا مؤسس مجلسه وكذلك فعل نبيه بري الذي استلم أمل وما زال رئيسها الممسك بزمام لعبة غامضة ليست بعيدة بالقطع عن تأثير نظام الملالي وربما سيطرته. كان موسى الصدر فارسياً حين وصل الى لبنان فتم منحه الجنسية اللبنانية عام 1963 وله من العمر وقتها 35 سنة، تعلم العربية واجادها بلكنة فارسية لم تفارق نطقه العربية حتى اختفائه الغامض. موسى الصدر لعب الدور الأبرز والرئيس في تعبئة الطائفة الشيعية في لبنان، فهل جاء لهذا الدور وحين انتهى دوره غيبوه في المجهول لاعداد مسرح الطائفة لشخص آخر ودور آخر هو دور حزب الله الآن؟؟ سؤال مطروح وسؤال شاخص بعلامات استفهام حائرة حول الغياب الغامض للرجل الذي ارتدى السواد حتى غاب به في نفق مجهول. سنلاحظ ان موسى الصدر اطلق حركة المحرومين وراح يتكلم باسم المحرومين وهو عنوان يتسق مع ثقافة الطائفة وموروثها الفكري والايديولوجي والديني القديم. ولعل المظلومية وهي العنوان السائد الآن جاءت بديلاً للمحرومين في عهد آخر ومن خلال رجال آخرين ارتدوا السواد في الشكل واختاروا طريقاً آخر غير الطريق الذي اختاره موسى الصدر المعروف ببراغماتية فاقعة. اختاروا الكلاشينكوف ثم الاسلحة الثقيلة ليفرضوا وجودهم ويبسطوا نفوذهم على لبنان وعلى دول الجوار. انها اللعبة الايرانية اياها في التوسع والتي ربما كان لموسى الصدر موقف منها لا يعارضها وان كان يعارض استخدام السلاح والقوة بهذه الشاكلة. في النهاية موسى الصدر قدم خدمات جليلة وكبيرة لخط خميني وجماعته، فهو أول من أنشأ مؤسسة مذهبية شيعية في لبنان لتفرخ هذه المؤسسة أو على الأقل لتفتح هذه المؤسسة الطريق امام أحزاب وميليشيات طائفية شيعية مذهبية بامتياز. قال البعض ممن يعرف موسى الصدر عن قرب الرجل قتله طموحه فقد طمع في موقع اكبر في النظام الايراني بعد وصول خميني، وأفصح عن ذلك علناً وعدة مرات فكان الجواب الاخفاء القسري الغامض. هذه واحدة وتبقى واحدات أخرى يلفها الغموض الذي لفّ حكاية اختفاء الصدر.