على مدى عقود مضت، ظل السعوديون مثقلين بأحلامهم المتتالية في استرداد ولو جزء من شارعهم التجاري الكبير، الذي تحكم العمالة المقيمة قبضتها عليه اليوم بشكل تام، إلا أن مبادرة حكومية جادة تقودها أربع وزارات تشكل تكتلاً رسمياً للدفع بمشروع سعودة قطاع الاتصالات قدماً في مرحلته الأخيرة التي تنطلق غرة شهر ذي الحجة، والتي تفرض نسبة التوطين 100%، أحيت تلك المبادرة في المواطنين أملاً كبيراً بأن يكون للمواطنين حيز في الشارع التجاري المحلي. وعلى الرغم من الزخم الرسمي الكبير الدافع باتجاه نجاح المشروع، إلا أن تفاعل المواطنين وتفهمهم لطبيعة انطلاقة السوق الجديدة سيلعب دوراً كذلك في نجاح المشروع، ومنح الثقة والدعم المعنوي لأبناء الوطن وهم يخوضون واحدة من أهم عمليات التوطين في البلاد. وفي مرحلة الوعي الاجتماعي المتنامي، حظيت تجربة توطين سوق الاتصالات في مرحلتها الأولى بحفاوة بالغة من قبل المواطنين، عبروا عنها كثيراً في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل لافت، وكان لها أثرها الايجابي في نفوس أبناء الوطن الذين انطقوا إلى صالات أسواق الاتصالات بعزيمة كبيرة. د.جمال الطويرقي - استشاري الطب النفسي – أكد على أهمية تفاعل المواطنين مع مرحلة توطين سوق الاتصالات في المرحلة النهائية، مشدداً على أن المردود المعنوي الذي يتلقاه الشباب من المواطنين يعد دافعاً ايجابياً نحو الشعور بالثقة والاستمرار. وأشار د. جمال الطويرقي إلى أن ابداء الثقة والتعامل الطيب من قبل المواطنين للسعوديين العاملين في سوق الاتصالات سيمثل دافعاً لأولئك الشبان للمضي قدماً مدعومين بتلك الثقة التي من شأنها أن تمنحهم الثقة والشعور بالمسؤولية تجاه مواطنيهم وعملائهم في تقديم خدمات جيدة، والحفاظ على أجهزة عملائهم وما تحويه من بيانات مهمة تتطلب المزيد من الثقة المتبادلة. وبين أن عمليات التسوق والبيع والشراء قد يحدث خلالها اختلافات في وجهات النظر، مما يتسبب في بعض المواقف الحادة، مطالباً المواطنين بعدم القاء الجمل الجارحة التي تهز من ثقة المواطنين في أبنائهم العاملين في قطاع الاتصالات، مؤكداً على أهمية أن يبقى الحوار حول نقطة الخلاف دون المس بأشخاص أولئك الشبان أو مشروع التوطين، كما طالب في الوقت ذاته الشباب بالتحلي بالصبر، وعدم الدخول في مجادلات مع بعض العملاء الحادين في تعاملاتهم، مشيراً إلى أن من الحكمة كسب العميل حتى لو جانبه الصواب. د. جمال الطويرقي