×
محافظة المنطقة الشرقية

جمعية الثقافة والفنون بأبها .. ” فعاليات متنوعة وحضور متميز طوال العام “

صورة الخبر

كنت موظفا في إحدى شركات الاتصالات، وكانت طبيعة عملي تحتم علي السفر من مدينة إلى مدينة، بحكم أننا نعمل على إنشاء أبراج الجوال. وقتها لم أكن متزوجا وكان الموقع في سطح مبنى في مدينة أبها، وبالصدفة جاء أحد السكان ومعه أطفاله وبدأ بالحديث معنا. الرجل كان لطيفا ومؤدبا ويعمل طبيبا في أحد المستشفيات هناك، ذهب فريق العمل ولم يبق إلا أنا وهو وأطفاله، فقال لي باللهجة الشامية الجميلة: "روح إلهي يزوجك" فابتسمت، وقلت كنت في أمس الحاجة لهذا الدعاء. فقال لي: "شوف يا ابني الزواج هو الشيء الوحيد في الحياة الذي سعيت له أم لم تسع له سيأتيك إن كان لك فيه نصيب"، استغربت هذه العبارة فقال اسمع قصتي: "أنا كنت خاطبا لفتاة لمدة أربع سنوات، وكنت أتردد على منزلها دائما لأرى خطيبتي، ولكن هذه الخطوبة لم تستمر، وكنا نخرج من مشكلة لندخل في مشكلة أخرى، وانتهت الخطوبة بعد كل هذه السنين. كنت محبطا يائسا أفكر في عمري الذي ضاع. ولكن بعد فترة تعرفت على إنسانة رائعة أحببتها وأحبتني، ولما طلبت التقدم لخطبتها تفاجأت بأنهم جيران لخطيبتي السابقة الجدار بالجدار". يقول "ذهلت من الصدمة لقد كنت أتردد على المنزل الخطأ لمدة أربع سنوات، ولم أكن أعرف أن نصيبي سوف يكون عند الجيران، وليس في ذاك المنزل الذي زرته كثيرا! وهؤلاء الأطفال الذين تراهم الآن يلعبون هم أطفالي منها". انتهى حديثه ولكن لم ينته تأثير كلماته عليّ فقد كان يحكي قصة حبه وزواجه بشغف وبفخر وبحماس غريب، وكأنه عريس جديد. هذا الرجل لا أتذكر حتى اسمه الأول، ولكن وقع كلماته ما زال حاضرا في ذهني. في حياتنا قد نصادف أشخاصا لا نعرفهم، ولا نعرف عنهم شيئا، ولكن يكون لهم تأثير إيجابي علينا. وأحيانا من نعتقد أنهم قريبون إلى قلوبنا يكونون هم أول من يقف ضدنا إذا تعثرنا وضاقت بنا الحياة.