الكويت-الرأي(ضوء):أنا ابنة الخادمة السريلانكية! أتيت الى هذا العالم بخطأ ارتكبه والدي في حق والدتي «سيلانية البيت»، وبقيت أنا ادفع ثمن «عيب» والدي الذي «شاله» وحمله سراً طوال 27 عاماً، لم يتحمل فيها المسؤولية تجاهي ولو ليوم واحد. هكذا عرفت «أمينة» بنفسها حين دخلت الى مكتبي في موعدنا. أمينة «سر» احتفظت به عائلتها، ولم تفشه.. وحين حاولت هي اذاعته بحثاً عن اسم في العلن، ومكان لا يطالها فيه اهمال والدها ولا عنف زوجته، ذهبت الى الجهات الأمنية المسؤولة، وأبلغت بقصتها. ورغم فداحة التفاصيل، وجرمية الوقائع أعادها المسؤولون في «الداخلية» الى الشخص الذي تسبب لها في الالم والأمية و... الاغتصاب. تسأل أمينة، وقد ازاحت عن كاهلها تواً عبء المواجهة، وقلق الكشف حين حضرت للقائي باحثةً عن «امل اعيش به» مثلما تؤكد، بعدما ضاعت قصتها العجيبة بين ممرات مكاتب القيادات في وزارة الداخلية، تقول «هل ستنشرون فعلاً قصتي أم راح تتسكر قبل اكتمال الحكاية؟!». أمينة بسحنتها السمراء وعينيها الخجولتين ولهجتها الكويتية، لا تنقصها تفاصيل «الهوية»، ولكن الحزن الذي مس المكان بمجرد جلوسها غابت معه كل التفاصيل الجانبية، لتحضر فقط... حالةً انسانية. • لم أذهب إلى مدرسة ولم أزر المستوصف يوماً... حين أمرض يعطونني أدوية منزلية تقول، فتحت عينيّ على هذه الدنيا في بيت جدتي لأبي، وأمضيت سنوات طفولتي الأولى في رعايتها. كانت رقيقة وعطوفة في معاملتي، ورغم ذلك كنت استشعر غرابة وضعي: لماذا أعيش وحدي معها ويعيش والدي مع زوجته وابنتيه منها في بيت منفصل؟! أين امي؟ من هي؟.. لماذا يذهب اطفال العائلة جميعاً الى المدرسة ويقضون اوقاتاً خارج المنزل، وانا لا مدرسة لي، ولا مكان اراه سوى بيت جدتي، وبيوت افراد العائلة المقربين؟! كنت كلما سألت والدي او جدتي عن سبب عدم ذهابي الى المدرسة، مثل بقية أقربائي يكون الجواب --- أكثر