أكَّدَ الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم في اجتماعيةٍ بمديري التربية والتعليم في مناطق ومحافظات مملكتنا الآمنة يوم الأحد 2/4/1435هـ بحضور نوَّابه والقيادات العليا في الوزارة، على الكفاءة والإنتاجية، وعلى مبدأ القدوة، وأنَّ مديري التربية والتعليم هم الصفُّ الأول في المسؤولية عن الطالب والمعلم والإداري. وأمام التحديات والأحداث العالمية الراهنة أوجبَ على مديري التربية والتعليم أنْ يسهموا في رفع كلمة التوحيد عالية ليس على ساريات الحديد والخشب، بل على أعمدة الأخلاق والقيم والرقي والعلم، والاهتمام بالأنظمة واحترامها، وجاء في كلمته: «فنحنُ نريد جيلاً متسلحاً بالعلم والأخلاق، جيلاً يتفانى في خدمة دينه ووطنه، جيلاً يرَى أنَّ واجبه الأول هو الارتقاء في أول العالم لا آخره». مديرو التربية والتعليم ـ ولا أستثني منهم أحداً ـ يدركون يقيناً أنهم لابد أنْ يقفوا مع الأمير والوزير خالد الفيصل في خدمة الدين والوطن يؤسِّسون معه للقيم النبيلة والأفعال الرشيدة، لمشروع حبٍ لوطن عظيم، جمعهم الله على أرضه إخوة متحابين، وفتح لهم من خيراته ألوان النعيم، تحت راية التوحيد، وبقيادة رشيدة بمقاصد حميدة، جعلت من الشريعة دستوراً لها ومنهج حياة ومن خدمة الحرمين الشريفين وسام شرف. وخاطب في كلمته كتّاب الرأي والمشاركين في مواقع التواصل الاجتماعي، وكل من تواصل معه كتابياً وحضورياً: «لقد غمروني بتعليقات جميلة، ومقترحات مثرية، وأرجو من الله أن يوفقني لخدمة الدين ثم المليك والوطن، وانتسابي لهذه المجموعة الكريمة في الوزارة شرف كبير لي». وهذا يُدلِّل على أنَّ الأمير والوزير ـ سدَّد الله خُطاه ـ يُفْرِد صفحاتِ مشاعره لبياض القلوب وصفاء الفكر واتِّزان الكلمة واعتدال الرأي، مُرَحِّباً بالنقد الصادق البنَّاء الذي يسعى ـ فقط ـ لخدمة المعلم والطالب والبيئة المدرسية التي تحتضن الإبداع والفكر وتنمِّيه، والتربويون والتربويات ـ بلا شك ـ جزء منكم يبذلون بعطائكم وينتعشون بأفكاركم ويؤمنون بمهمتكم وبهمومكم؛ فهم منكم ولكم. كما أكَّد في ذات المناسبة أيضاً على أنَّ «رسالة التعليم في ذاتها لا يوازيها من حيث المكانة أي شيء آخر؛ لأنها تخدم الحاضر والمستقبل، فنحن نعد الجيل الذي نعول عليه جميعا لقيادة مستقبل الوطن». نَعَمْ.. فالأسرةُ التربوية والتعليمية في أرجاء وطننا الرّؤوم أصحاب رسالة؛ لأنهم يتعاملون مع القلوب والعقول، ويقومون بمسؤولية تشكيل مستقبل هذا الوطن. إنَّ وزارة التربية والتعليم لا تُعنى بما يَجْري داخل الفصل ـ فقط ـ فهي جهاز مسؤول عن التعليم، وعن التربية، عن شخصية الطالب بكافة جوانبها العقلية، والنفسية، والاجتماعية. ومن هنا تتَّضحُ معالم الرسالة التي يقوم بها العاملون في هذا الجهاز، وتبَعاً لذلك فإنَّ الرسالة ليست مسؤولية المعلم فقط، أو مدير التربية والتعليم، وإنما هي مسؤولية الجميع. والفيصل لمْ ينسَ ولن ينسى جهود سابقيه من وزراء التربية والتعليم السابقين ـ جميعاً ـ الذين أعطوا من وقتهم وفكرهم واهتمامهم وتوجيههم لنشر التعليم والرقي بالعملية التعليمية، مفيداً بأنَّ دوره الآن هو المضي قُدُماً في تنفيذ جملة من المشاريع المتميزة والعمل بروح الفريق الواحد مع الجميع . وفي إشارةٍ منه ـ وفقه الله ـ إلى الدور الأهمِّ لمديري التربية والتعليم في خدمة الأهداف الشاملة التي يتفق عليها الجميع، وذلك بالحلِّ العمليِّ الذي ينقلنا من مرحلة مخاطبة القلوب ـ فقط ـ إلى مخاطبة العقول في أسلوبٍ يختصر الأقوال وتكثف الأفعال وتجعل النتائج هي المحكّ؛ حيث قال: «كلُّ فردٍ فينا يجب أن يضيف إلى إنجازاته كل عام شيئاً جديداً، فإما أن نُضيف أو نترك العمل لغيرنا. إمَّا أنْ تتميز أو يأتي غيرك ليتميز.. نحن أسرة واحدة لكنها أسرة متميزة تقود الفكر وتتفرد أيضاً». خالد الفيصل هو المُحِبُّ لوطنه والوفيُّ بما يستطيع ويمتلك لما توفَّر له وامتلك؛ حيثُ أعربَ عن اعتزازه بالعمل في وزارة التربية والتعليم، متمنياً أنْ يكون عند مستوى تطلعات خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ لإكمال مسيرة التعليم؛ حيث استشهد بمقولة قائدنا الملهم خادم الحرمين الشريفين الشهيرة: «ما لكم عذر». وهذا هو دورُنا ـ الذي يجب علينا فعله ـ بصفتنا رجال تربية وتعليم نتعامل مع كل فئات المجتمع، وندخل أفكارنا في كل بيت ولكل أسرة، وما الأسرة إلا مجتمع صغير وهي النواة الأولى للمجتمع الكبير الذي أرسى قواعده ورسَّخ لبناته الأولى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ رحمه الله ـ، وحمل الراية من بعده أبناؤه البررة ـ رحم الله من مات وحفظ من بقي ـ؛ فأصبح لزاماً علينا أن نحافظ على أمنه واستقراره، وأن نعلي من مكانته، وأن نقف على المتغيرات على الساحة، وأن نتعامل مع التطورات العلمية السريعة؛ لنستفيد ونفيد وفاءً لهذا الوطن الحبيب، خصوصاً أنَّ هذا الوطن رافع راية التوحيد، واحتضن الحرمين الشريفين، وانبثقت سياسته التعليمية وأهدافها من ثوابت ديننا الإسلامي الحنيف. وختاماً: نسأل الله العلي القدير أن يُكلِّل جهود وزير التربية والتعليم بالنجاح، وأنْ يوفق زملاءه وإخوانه من رجالات التربية والتعليم لما فيه خدمة ديننا ووطننا ومجتمعنا تحت القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين ـ يحفظه الله ـ وولاة الأمر الميامين، إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه. والله ولي التوفيق.