تم – الرياض: وجهت هيئة التحقيق والادعاء العام في منطقة الرياض، تهمة القتل العمد لمواطن، مؤكدة ضلوعه في قتل زوجته التي فارقت الحياة، قبل شهرين، إثر حريق شب داخل غرفة في أحد الفنادق. وأوضحت المعلومات والتحريات، أن رجال الضبط الجنائي وتقرير الطب الشرعي وصفوا الجريمة بـالشنيعة، فيما أبرز التقرير الطبي للحادثة أن الحريق تم بفعل فاعل، نظرا لوجود كميات كبيرة من البنزين في الغرفة، فضلا عن اختفاء بعض الأدلة والبراهين بسبب الحريق التي تدل بشكل قاطع على تورط شخص في الحادثة. وكشف المحامي المكلف بالترافع في قضية الزوجة المحترقة (رفض الإفصاح عن اسمه)، عن أنه وفقا لمحضر التحقيق والتسجيلات الصوتية المحرزة، فإن الضحية كانت تتعرض لعنف أسري مستمر من قبل الزوج الذي عرف عنه تعاطيه المخدرات، مما جعله المتهم الأول في قضية قتل الزوجة، مبرزا أن أقوال المتهم في محاضر هيئة التحقيق والادعاء فيها الكثير من التناقضات، الأمر الذي دفع المحققين إلى تحويله للكشف عن حالته العقلية، وكشفت النتائج عن أنه لا يعاني من أي اضطراب عقلي أو نفسي. وبين المحامي أيضا أنه بعد البحث والتحري وجد أن الزوجة سبق أن تقدمت بشكوى للجهات الأمنية تفيد تعرضها للعنف المستمر من قبل الزوج الذي كان يستنزف أموالها ويجبرها على استدانة المال من أهلها، وذلك لشراء المخدرات، وسبق أن أحيلت إلى الشؤون الاجتماعية ومن ثم دار الحماية، ولكن الزوجة فضلت عدم البقاء في الدار ورجعت إلى زوجها من أجل أبنائها، إذ إنها أم لثلاثة أطفال، لافتا إلى أن الشرطة زودت هيئة التحقيق والادعاء بتسجيلات صوتية وجدت على هاتف المتهم، وتتضمن اعترافات مزيفة من الضحية توجه فيها الحديث إلى الزوج قائلة إنها تخطط للإقدام على الانتحار نتيجة لعدم رغبتها في البقاء والاستمرار في الحياة. وكشف عن أنه في آخر أحد المقاطع تبين أن الضحية قالت لزوجها هل تريد أن أكمل أو أزيد على هذا الكلام؟، مبينا أن ما حدث في هذا المقطع الصوتي يدل على أن الزوجة كانت تنفذ أوامر من المتهم، مما جعل مسألة تورط الزوج في جريمة القتل واضحة أمام المحققين. وينتظر الآن أن تحال القضية إلى المحكمة الجزائية في الرياض للنظر فيها، بعد أن وجه الادعاء تهمة القتل العمد إلى الزوج، وطالب بتطبيق حد القتل قصاصا، لوجود إثباتات بتعرضها للعنف المستمر منه، وليس لها أي علاقات أخرى أو عداوة مع أشخاص آخرين، خاصة أن تقرير الطب الشرعي جزم بأن الجريمة المرتكبة حدثت بفعل فاعل. يذكر أن المتهم انتقل بعائلته إلى أحد الفندق بعد عجزه عن دفع إيجار شقته وفصله من عمله، وفي ليلة الحادثة حسبما ورد في التحقيقات قابل المتهم عامل نظافة في الفندق وأعطاه سجائره وولاعة كان يحملها معه، وطلب منه أن لا يهرع إلى الغرفة في حال سمع أي نداء أو صراخ ومن ثم توجه المتهم إلى أحد المساجد القريبة. ونوهت التحقيقات إلى أنه وبعد دقائق من خروج الزوج اندلع الحريق في الغرفة القريبة من سطح الأرض التي تسكنها الزوجة والأطفال الثلاثة، مما دفعها إلى رمي أبنائها واحدا تلو الآخر من إحدى النوافذ، ولم تستطع الضحية الهرب بعد أن تمكنت النيران من الغرفة فتوفيت حرقا.