القطيف، الدمام الشرق توسّــعت دائـرة الإدانـة والاســتنكار في الأوســاط الشيعية للاعتـداءات غــير المسؤولة التي صدرت عن متعصّبين شيعة في الأعظمية ببغداد، قبل أيام، وأساءت إلى السيدة عائشة والخليفة عمر بن الخطاب، رضيّ الله عنهما. وأفتى المرجع الشيعي السيد علي السيستاني ضدّ «هذا التصرف» ووصفه بأنه «مدان ومستنكر جداً وعلى خلاف ما أمر به أئمة أهل البيت شيعتهم». فيما أكد المسؤول الإعلامي عن مكتب السيد السيستاني في لبنان حامد الخفاف لـ «الشرق» أن المرجعية تقف ضدّ ما يُسيء إلى الرموز الإسلامية أو إلى مقدّسات جميع المذاهب بلا استثناء، مشيراً إلى أن الفتوى الأخيرة صدرت في هذا السياق. وفي السياق ذاته طالب رجل الدين الشيعي الشيخ حسن الصفار، من محافظة القطيف، «المراجع والقيادات الدينية السنية والشيعية بأن تتحمل مسؤوليتها أمام الله والأمة والتاريخ، وأن تتصدى لهذا الإجرام والفتنة الطائفية، فشعوب الأمة اليوم في مرحلة انتقالية، لتجاوز الاستبداد الداخلي والهيمنة الأجنبية». وقال الشيخ الصفار لـ «الشرق» إن الفتنة الطائفية يراد لها أن «تشكل حالة إرباك في مسيرة شعوب الأمة، وأن تستنزف جهودها وإمكاناتها في هذا المستنقع القذر». وأضاف أن «محرك هذه الفتنة هو مقولات وشعارات تنتسب إلى الدين»، مشدّداً على أن المراجع الدينية هي المعنية والمسؤولة عن إبطال هذه المقولات وتبيين زيف هذه الشعارات». وقال «لا يصح السكوت أبداً عن التفجيرات وأعمال العنف وممارسات الإرهاب الطائفي كما يحدث في العراق الآن يومياً من استهداف مساجد وحسينيات وأسواق وتجمعات شعبية». كما «لا يصح السكوت عن فتاوى التكفير واتهام أتباع المذهب الآخر بالشرك والمروق من الدين». وقال الصفار «كما لا يمكن القبول بالإساءة إلى رموز تحترمها أكثرية الأمة. إن الإساءة إلى أهل البيت أو أمهات المؤمنين أو الصحابة، عمل محرّم، ومنكر فظيع، يتنافى مع واجب الاحترام المتبادل للرموز والمقدسات والأحاسيس والمشاعر، ويؤجج الفتنة ويثير الضغائن». وكان الصفار قد هاجم بشدة، في خطبة الجمعة الأخيرة، من وصفهم بتيار البذاءة والإساءة إلى رموز أهل السنّة، وقال «إنهم يقومون بدور مشبوه لتبرير أعمال القتل والإرهاب التي يرتكبها أصحاب التيار التكفيري». وفي خطبة الجمعة التي ألقاها في مدينة القطيف؛ قال الصفار إن «الأمة باتت تعاني وجود تيارين خطيرين على وحدتها، تيار التكفير والإرهاب الذي نشأ وسط بعض أهل السنة.. وتيار البذاءة والإساءة إلى رموز أهل السنّة الذي تشكل حديثا وسط بعض الشيعة». ووصف تيار الإساءة لرموز أهل السنّة بأنه «الوجه الآخر لخط التعصب». وشدد على أن غرض تيار الإساءة لرموز السنّة هو التغطية على الممارسات العنيفة لتيار التكفير والإرهاب «فهم بتصرفاتهم الحمقاء يغطون على التيار التكفيري ويبررون له أمام الرأي العام وسط أهل السنّة». وجدد الشيخ الصفار دعواته إلى العلماء والباحثين لتنقية التراث الإسلامي، قائلا «نحتاج إلى تنقية التراث وتعطيل الألغام الموجودة فيه وإلا ستنفجر بواقع الأمة». وتأتي هذه الإدانة امتداداً لمواقف مرجعيات شيعية وقفت ضدّ الإساءة للرموز الإسلامية بلا استثناء مُفتية بحرمة التعرض للصحابة وزوجات النبي التي حاول بعض المتعصبين الشيعة التجرؤ عليها في مواقف سابقة. وسبق للمرشد الروحي في إيران السيد علي الخامنئي أن أفتى بحرمة الإساءة لزوج النبي الأكرم أم المؤمنين السيدة عائشة أو النيل من الرموز الإسلامية لأهل السنة والجماعة. وكانت فتوى خامنئي قد صدرت بعد الإساءات التي وجهها رجل الدين الكويتي المقيم في لندن ياسر الحبيب للسيدة عائشة. وقال الخامنئي، في فتواه، «يحرم النيل من رموز إخواننا السنة فضلاً عن اتهام زوج النبي بما يخل بشرفها بل هذا الأمر ممتنع على نساء الأنبياء و«خصوصاً سيدهم الرسول الأعظم». وفي تصريحات أخرى صرّح الخامنئي بأن «الشخص الشيعي الذي يسيء لمقدسات أهل السنة عميل للعدو حتى وإن كان جاهلاً».