×
محافظة الرياض

سياسي / الحكومة اليمنية ترحب مبدئيًا بالأفكار التي أسفر عنها الاجتماع المشترك لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وأمريكا وبريطانيا بجده

صورة الخبر

من وُلِدَ في مملكتنا قبل منتصف القرن العشرين الميلاديَّ، يعرف كم كان للخوجة أو شيخ الكتَّاب من هيبة ورهبة، وما كان لخيزرانته من فضل في تأديبنا وتثقيفنا والتزامنا بآداب مجالس العلم! وكيف كانت تلك الخيزرانة أسهل الطرق وأنجعها لمحافظة جيلنا على الهدوء والكفِّ عن المشاكسات التي اعتدنا عليها وأقراننا من أطفال الحيِّ أو الحوش في أولى سنوات عمرنا! ونقرُّ ونعترف أنه بفضل خيزرانته تمكنَّا من فكِّ الخطِّ، ثمَّ من بعد الكتابة والقراءة، وحفظنا عن ظهر قلب عددًا لا يستهان به من سُوَر القرآن الكريم، وعددًا من أجزائه عن ظهر قلب. بعضنا أكرمه الله بحفظ كلِّ أجزائه، وكم كان يتلو غالبيَّتنا ما حفظه من آيات الذكر الحكيم كشريط مسجِّل قبل أن نعرف الراديو وأجهزة تسجيل الصوت! بعدها بسنوات، التحقنا بالمدارس الحكوميَّة، كان غالبيَّة مدرِّسيها من الأقطار العربيَّة المجاورة. من هؤلاء المدرِّسين الوافدين تعرَّفنا إلى عادات وتقاليد بلدانهم قبل أن نشاهدها بالصوت والصورة في أجهزة التلفزيون مع بدايات النصف الثاني من القرن العشرين. كان الحلم أن نكمل تعليمنا في أرض الكنانَّة؛ أمِّ الدنيا! وقد شاهدنا مناظرها وطبيعة تضاريسها وخفَّة دم أهاليها من الأفلام السينمائيَّة المصريَّة التي كانت تُعرض على شاشة التلفزيون. ولمَّا عاد بعض من أكرمهم الله بالدراسة الجامعيَّة خارج المملكة أطبَّاء ومهندسين ومدرِّسين، ومنهم طيَّارون، ومنها ما يزال صدى قصيدة «أنا بدِّي أصير طيَّار» يتردَّد صداه كلَّما استعرضنا سنوات طفولتنا وتذكَّرنا أحلامنا. بفضل الرعيل الأوَّل من الجامعيِّين، وحرص أولياء الأمر من أشبال الملك عبدالعزيز طيَّب الله ثراه على استكمال أسس بناء الدولة العصريَّة، فقد شُيِّد العديد من الجامعات والمعاهد العلميَّة في أرجاء المملكة كافَّةً موفِّرة العلم للجميع. واليوم، بفضل برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، فقد استفاد منه مئات الألوف من الشباب والشابَّات. ومع عودة عشرات الألوف ممَّن أنهوا تعليمهم العالي في أرقى جامعات العالم؛ من اليابان شرقًا إلى أوروبَّا وأمريكا الشماليَّة غربًا؛ غالبيَّتهم يطمع في أن يرتقي التعليم في بلدنا إلى مستواه في الجامعات التي تخرَّجوا منها. وقد أصبحت الحاجة ماسَّة إلى تطوير التعليم وأسلوبه تطويرًا جذريًّا يشمل الهدف والمناهج والمدرِّسين. هذه الحاجة الماسَّة لم تغب عن ذهن ولاة الأمر وهم يفعِّلون خطَّة 2030، راصدين بكرم وسخاء ما تحتاجه من أموال لتحقيق هذه النقلة النوعيَّة بكلِّ ما فيها من تحدٍّ وأمل ورجاء. في تقديري أنَّ تجارب دول عديدة في هذا المضمار؛ في مقدَّمتها اليابان وماليزيا وسنغافورة وفنلندا، ستكون موضع الدرس والتمحيص لاختيار أفضل ما كان فيها من خطوات إيجابيَّة حقَّقت الهدف المنشود، وأهَّلت العديد من علمائها لنَيْلِ جوائز نوبل في العديد من التخصُّصات العلميَّة. والله من وراء القصد.