×
محافظة المدينة المنورة

حج / الفرق الرقابية لأمانة المدينة المنورة تنفذ أكثر من 5800 جولة على المحلات خلال موسم الحج

صورة الخبر

نصادف في حياتنا اليومية الكثير من الأقنعة، أكثر من البشر، بل يكاد يكون كل البشر مقنعين حتى بات الأصل في الوجه القناع ثم كان الوجه، بات الذي يخرج بلا قناع كالخارج بلا ثياب لا ينال الا استنكار المجتمع لسلوكه الحقيقي، لأنه يشبه نفسه، وهم يريدونه يشبههم أو متشبها بهم باصطناع. ضاع الجمال نتيجة لذلك، عندما أصبح البشر يرتدون قناعاً واحداً، وملامح واحدة، وثياباً واحدة، ولوناً واحداً، فالتنوع سيد الجمال، هو سر جمال الورود بألوانها المختلفة والفصول المناخية بمناخاتها المتغيرة وملامح الأطفال بملامحها المتعدده قبل أن تتلوث وتذوب في قناع واحد. بين قناع شكلي نواجهه يومياً وقناع سلوكي يصعب اكتشافه حين يحيط بنا فهو يلبس ثوب الخير ويصور كل ما عداه شراً، وفي واقع الأمر هو الشر المنظم اللابس لقناع الخير وما تصورناه شر هو خير عارٍ لم نعتده. الأخيار «دفشون»، يفعلون ما يرضي ضمائرهم فلا يرضى عنهم أحد لأنهم لم يزينوا أخطاء الغير لتزداد، ويصبحون هم الصواب الأوحد، والأشرار الذين يفعلون ما يُرضي نوازع الشر في داخلهم فيؤذون ويجرحون مع سبق الإصرار والترصد لكن شرهم سافر فهو أخف وطأة إذ يمكن تجنبه. الفئة الأخطر هم الأشرار الذين يرتدون قناع الأخيار فيؤجلون أذاهم إلى وقت قضاء كل مصالحهم، وقد نالوا من ثقتك بهم وإحسانك إليهم ذروته، حتى إذا كادت تنفد نفد معه صبرهم على ارتداء القناع المعاكس، وكشروا لك بأنيابهم واستداروا بباقي القناع نحو ضحية جديدة قد تكون قريبة منك لكنك لا تملك تحذيرها لأنها لن تكتفي بعدم تصديقك بل سترميك بأبشع الاتهامات وكأنك الشرير الذي تريد أن تؤذي أبو الخير غيرة، وحسداً وإذا نالهم ما نالك بعد زمن طويل انكسروا وانكفأوا كي لا تشمت بهم بينما الأشيار (الأشرار الذين يرتدون قناع الخير) يعيثون في الأرض فساداً في سبيل مصالحهم فينتشرون كالنار في الهشيم ويصبحون حبايب كل الخدومين وهم يقدمون خدماتهم كطعم ينالون عليه الإحسان كله ولأنك لم تتقِ شر من أحسنت إليه يسيء لك كي يرتاح من عبء أن أحداً أساء له. ضمائرهم مرتاحة لأن الشر لديهم مبرر، مبرراته الهجوم أفضل وسيلة للدفاع وإن لم يسئ لك أولاً فهو ترك لك المجال لتسيء إليه، لا حل معهم سوى الابتعاد عنهم كأن لا وجود لهم مهما تكاثروا وكثروا. reemalmee@