الحديث عن صحة القصيم يطول ويتكرر، إذ درج المواطنون على توجيه انتقاداتهم اليومية للعجز في أسرة المستشفيات وضعف الكوادر الطبية وتباعد المواعيد. هذه قضايا وملفات مستدامة في المنطقة، وأصبحت الشكاوى عن هذه الحالة حديث المجالس وتتعالى بها الأصوات في ظل ما أطلقوا عليه «غياب الواقعية والتنفيذ» من وزارة الصحة. الحديث يستعرض أيضا «المشاريع المتعثرة والمتأخرة في التنفيذ والتسليم» ولا يغفل أيضا تدني الخدمات الصحية بشكل عام، واستمعت «عكاظ» إلى نبض مواطني القصيم حول هذه القضايا التي تشغل مجالس المنطقة ومنتدياتها. الإعلام الصحي والتلميع عبدالله الصالح اعتبر قصور الوضع الصحي في القصيم نتيجة طبيعية لما أسماه غياب الإستراتيجيات والأهداف، «لا يوجد برنامج واضح للوزارة عن عدد المستشفيات المراد إنشاؤها والتخصصات والأقسام المطلوبة والنادرة وغيرها من مشاريع». ويضيف أن الإعلام الصحي وفروعه في المناطق همه تلميع منجزات «الصحة» بغرض التغطية على العثرات والأخطاء والكوارث الطبية وشح عدد الأسرة والزحام في الطوارئ وتباعد المواعيد إلى شهور بعيدة. ننتظر فعلا حقيقيا ويشير الصالح إلى أن الخدمات الصحية في القصيم أكثر من عادية، فالأسرة قليلة وعدد المستشفيات المؤهلة لا يتجاوز أصابع اليدين فضلا عن غياب التخصصات الطبية المهمة والنادرة، كما أن نوعية العلاج الذي يقدم للمرضى عادي وهناك حالات كثيرة يتم تحويلها إلى مدينة الرياض لاستكمال علاجها بالعاصمة. ويتناول الصالح ما حدث من تراشق بين المجلس البلدي وصحة القصيم في فترة سابقة على خلفية إغلاق مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة لبعض الأقسام بحجة الصيانة، ما أدى إلى تدخل إمارة المنطقة التي عالجت الكثير من الأسباب وأدت إلى تغيير كبير في العمل الإداري في صحة المنطقة «نحن ننتظر من الوزارة فعل صحي حقيقي يتواكب مع الاهتمام ومتطلبات المستقبل». حضر ولم يعد عن الوضع الصحي في القصيم يقول محمد الفريدي: المواطن بات يخشى مراجعة بعض المستشفيات خشية أن ينطبق عليه شعار «خرج ولم يعد»، ويضيف: سمعنا وشاهدنا أناسا ذهبوا لإجراء عمليات بسيطة وانتقلوا إلى رحمة الله بسبب خطأ طبي في ظل المكابرة وعدم اعتراف وزارة الصحة بوجود تقصير أصلا، فهناك كوادر طبية ضعيفة لم يتم الكشف عن شهاداتها المزورة وممرضون يعملون في مستشفيات المنطقة ليتعلموا أسرار المهنة على المرضى وكل ذلك على حساب المواطن وصحته وسلامته. ويقترح الفريدي تكليف إحدى الشركات الرائدة في المجال الصحي لإدارة المستشفيات الحكومية وعمل خطة واضحة المعالم بحاجات كل منطقة من المستشفيات والتخصصات مع ضرورة الاستفادة من مراكز الأحياء وإلزامها بالعمل على مدار 24 ساعة لمباشرة الحالات الأولية كالكدمات والجروح البسيطة والحالات الباردة وفتح عيادات الأسنان وقياس الدم والضغط والسكر ووضع أجهزة بخار وكل هذه المعينات ستقلل الأعداد الكبيرة التي تخلق زحاما وارتباكا في المستشفيات. دفاع عن الصحة في المقابل، يقول محمد الشبرمي إنه من الإجحاف التقليل من جهود وزارة الصحة على الرغم من أن العشم أكبر، صحيح هناك تطور وتوسع لكنه بطيء ولا يوازي الكثافة السكانية المتزايدة والحاجات الهائلة للعلاج في ظل تواضع مستوى المرافق الصحية الموجودة بالمنطقة، فالقصيم تعاني من الضغط الكبير من المراجعين المحالين من مناطق محيطة مثل حائل والزلفي والدوادمي وغيرها ما سبب زحاما وضغطا كبيرين على مستشفيات المنطقة خصوصا مستشفيي بريدة كونهما مرجعين والمنطقة أصبحت بحاجة لمستشفيات بطاقة استيعابية أكبر. اختبار الكوادر الصحية ويوصي الشبرمي بالتركيز على فتح مراكز وأقسام حيوية والتحرك السريع في جميع الاتجاهات الأربعة لخدمة كافة المرضى في محافظات وقرى القصيم. ويرى أن الحلول لتطوير الخدمات الصحية تكمن في ضرورة إشراك القطاع الخاص في إدارة المستشفيات وتبادل الخبرات والاستفادة من الإمكانات المتاحة لدى كل طرف. مع ضرورة وضع لجان خاصة لفحص شهادات الكوادر الطبية المستقدمة مع إجراء اختبارات للتأكد من حجم الإلمام بالوظيفة والعمل ووضع نماذج لقياس مدى الكفاءة والإنتاجية ووضع نماذج مماثلة للمرضى والمراجعين لقياس مدى الرضا عن الخدمة الطبية المقدمة ثم تلمس مكامن الخلل وتعزيز العمل الصحي بما يرضي الجميع.