في الوقت الذي ارتفعت فيه أصوات عديد من مربي المواشي منددة باستيراد كميات كبيرة منها، فقد أسهمت في خفض الأسعار بشكل ملحوظ، حيث ارتفعت واردات السوق السعودية من المواشي إلى 56 في المائة خلال السنوات الخمس الماضية، حيث استوردت المملكة خلال عام 2011 أكثر من 6.16 مليون رأس من المواشي، فيما تم استيراد أكثر من 9.54 مليون رأس خلال العام الماضي. وبحسب إحصائية رسمية – حصلت "الاقتصادية" على نسخه منها – بلغت واردات السوق السعودية من المواشي خلال النصف الأول من العام الجاري أكثر من 4.38 مليون رأس من المواشي، وسط توقعات بأن تصل المواشي المستورده بنهاية العام الجاري إلى نحو عشرة ملايين رأس، في حين بلغ ما تم استيراده خلال الشهر الماضي نحو 546 ألف رأس من المواشي. وأوضحت الإحصائية، أن استيراد السوق السعودية من المواشي بلغ خلال عام 2012 نحو 7.11 مليون رأس، في حين وصلت خلال عام 2013 إلى نحو 7.16 مليون رأس، في حين حققت ارتفاعا خلال عام 2014 بنسبة تصل إلى 15 في المائة، حيث وصلت حينها إلى أكثر من 8.23 مليون رأس. من جهته، قال فهد السلمي، عضو مجلس إدارة غرفة جدة، ونائب رئيس لجنة المواشي، إن ما أثير أخيرا من بعض مربي المواشي حول تأثير الاستيراد في أسعار المنتج المحلي لا يعكس واقع السوق، حيث إن الاستيراد أسهم في توازن الأسعار في السوق المحلية التي لم تشهد انخفاضا كبيرا، إلا أن المنافسة بين المحلي والمستورد ستسهم في توزان الأسعار وزيادة التنافسية من خلال العرض والطلب. وأشار السلمي، إلى أن سوق المواشي المحلية تمر بعديد من المواسم التي من أهمها رمضان وموسما العمرة والحج وكذلك الإجازة الصيفية، التي يرتفع فيها الطلب بنسب عالية، حيث إن الاستيراد يعتبر ضرورة لتغطية الطلب خلال هذه المواسم وضبط أسعار السوق مع التوازن في العرض والطلب، متوقعا أن تشهد الأسعار زيادة في الشهر المقبل خلال الحج بنسبة 10 في المائة. وحول الدول التي يتم الاستيراد منها، أوضح السلمي أن أهمها السوق الإفريقية مثل دول السودان والصومال وإثيوبيا، إضافة إلى بعض دول أمريكا اللاتينية، حيث يتم الاعتماد من قبل الجهات المختصة على المنشورات الصحية التي تأتي من قبل المنظمة العالمية لضمان سلامة المواشي قبل استيرادها، وكذلك الكشف في المحاجر الموجودة في المنافذ السعودية. وبيّن عضو مجلس إدارة غرفة جدة، أن الاستيراد وتوازن العرض والطلب في السوق المحلية من الأسباب الداعمة لانخفاض أسعار الأعلاف، التي شهدت خلال فترات ماضية ارتفاعات كبيرة، ولذلك يعتبر الاستيراد داعما للمربين المحليين في خفض تكلفة الأعلاف عليهم، وبالتالي تنخفض أسعار المواشي وتعود إلى القيمة المعتدلة التي تعكس واقع الأسعار عالميا.