لا أعتقد أن حركة معاصرة أحسنت للإسلام والمسلمين دون أن تقصد مثلما فعلت داعش وفعل الداعشيون. من يقرأ تاريخ الإسلام (الحركي) المعاصر يكتشف بسهولة أن (الانتهازيين) وظفوه فعلاً وقولاً لتحقيق مصالحهم؛ سواء كانت هذه المصالح مالية، أو وجاهية، أو سياسية، أو ثورية. فما عليك كي تمهد الطريق إلى مصلحتك - أياً كانت هذه المصلحة - إلا أن تُرائي و(تتأسلم) وتتمظهر بمظاهر الإسلام الشكلية؛ فتترك اللحية، وتمتنع عن لبس العقال، وتُقصر الثوب حتى منتصف الساق؛ و(الأهم) - كي تنطلي اللعبة - أن تقف بكل قوة - (لا تخاف في الله لومة لائم) - مع الجهاد والمجاهدين في أي مكان وزمان؛ ولا يهم (إطلاقاً) أن يلتزم من تساندهم بشروط الجهاد وضوابطه الشرعية كما حددها فقهاء الإسلام الأوائل، بقدر ما يهم أن تقف مع الجهاد (الثَورَجي) تحديداً، أو كما سمّاه أحد الساخرين: (جهاد الحنشل)؛ والحنشل في لهجتنا هم اللصوص وقطاع الطرق في مرحلة ما قبل الدولة المركزية.