طالب اقتصاديون بإطلاق مشروع لتأهيل نصف مليون شاب سعودي في قطاع التجزئة الذي يستوعب أكثر من مليوني وافد حاليا . وأكد نائب رئيس غرفة جدة زياد البسام ضرورة إيلاء قطاع التجزئة المزيد من الاهتمام لاستيعاب الكوادر السعودية بعد إعلان برنامج جدارة عن ارتفاع عدد المسجلين من طالبي الوظائف لديه إلى أكثر من 750 ألف شاب وفتاة، وأرجع الاهتمام بهذا المجال إلى سهولة التأهيل فيه مقارنة بقطاع البناء والتشييد الذى يستوعب 45 في المئة من أعداد العمالة الوافدة فيما يعزف السعوديون عن غالبية وظائفه. وأشار إلى أن المجتمع يواجه تحديا كبيرا حاليا يتمثل في عدم رغبة القطاع الخاص في الاستعانة بالشباب السعوديين، وتفضيل العمالة الوافدة عليه، فضلا عن صعوبة توظيف المزيد من الخريجين في القطاع الحكومي الذى شهد نقلة كبيرة في الأعداد التي تم توظيفها في السنوات الأخيرة. من جهته، قال نائب رئيس لجنة النقل سعيد بن علي البسامي: إن التوظيف في قطاع التجزئة ليس بالسهولة التي يعتقدها البعض لعدة أسباب رئيسية منها: ضعف الرواتب المقدمة من القطاع الخاص، وحاجة هذا المجال إلى موظفين من نوعية خاصة يتميزون بالدأب والقدرة على مواجهة الجمهور، والعمل تحت ضغوط ولساعات طويلة. وأعرب عن تشاؤمه في إمكانية التزام هذا القطاع بتشغيل العمالة 8 ساعات يوميا مع منحها إجازة يومين وفقا للتعديلات التى جرى رفعها للجهات العليا من أجل اعتمادها في القطاع الخاص. وشدد على أهمية تعريف الشباب بالقطاع الخاص بقيم العمل والتي تتمثل في الجدية، وحسن التصرف ومهارات التواصل المختلفة معربا عن أسفه الشديد لكثرة تنقل الشباب السعوديين بين الوظائف دون انتظار الفرصة المناسبة من أجل الترقي للأمام . وشاركنا الرأى رجل الأعمال مقبول بن عبدالله الغامدي مشيرا إلى أن الإشكالية الكبرى في سوق العمل حاليا تكمن في خريجي الجامعات الذين توجد صعوبات عديدة في استيعابهم رغم الإنفاق الكبير على تعليمهم لسنوات طويلة، وطالب بضرورة إعادة النظر في مخرجات التعليم، وتعزيز الثقة بين رجال الأعمال والشباب الذين يجب تأهيلهم ليكونوا على قدر الثقة، وبالتالي مصدر جذب في سوق العمل .ورأى أن مشكلة البطالة باتت في حالة إلى معالجة مغايرة في ظل الزيادة المستمرة في أعداد الخريجين سنويا مؤكدا على أهمية التوسع في المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومنحها الفرصة المناسبة للنجاح بدلا من التضييق عليها لتدخل الرعاية المركزة في سنوات قليلة.